ناقد رياضي : الرياضة تحولت إلى صناعة واقتصاد.. والإعلانات تمثل 95% من الأندية

أكد الناقد الرياضي، جمال نور الدين، أن الرياضة في مصر لم تعد مجرد وسيلة للترفيه، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من منظومة الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن التطور الكبير في البنية التحتية والاهتمام بالأندية ساهم في تحويل الرياضة إلى صناعة قائمة بذاتها.
وأوضح نور الدين، عبر برنامج "الماتش" الذي يقدمه الإعلامي ماركو مراد على قناة صدى البلد، أن 95% من الأندية المصرية تعتمد على الإعلانات والدعاية كمصدر رئيسي للإيرادات، ما يعكس مدى أهمية التسويق الرياضي في دعم ميزانيات الأندية.
وشدد على ضرورة أن تتحرك الأندية نحو تنويع مصادر دخلها من خلال الاستثمار في قطاع الشباب، وتنمية الموارد الذاتية، وتفعيل مشروعات الشراكة مع القطاع الخاص، لتحقيق الاستدامة المالية.
واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن استمرار الأندية في الاعتماد شبه الكامل على الإعلانات قد يمثل مخاطرة مستقبلية، إذا لم يتم تطوير أدوات الاستثمار الرياضي بالشكل المطلوب.
وفي وقت سابق وفي قضية تُشكل إحدى أبرز ملفات الانتقالات الصيفية على الساحة الكروية المصرية، كشف الإعلامي أمير هشام عن تطورات جديدة حول مستقبل المهاجم الفلسطيني وسام أبوعلي مع النادي الأهلي. الأوضاع تبدو معقدة، حيث يُظهر اللاعب تمسكًا قويًا بخيار الاحتراف في الدوري الأمريكي، بينما لم تشهد مفاوضات النادي الأهلي مع الريان القطري أي تقدم حاسم يُذكر، مما دفع إدارة القلعة الحمراء إلى تحديد مهلة زمنية أخيرة لحسم هذا الملف المعلق.
وأكد أمير هشام، خلال برنامجه "بلس 90" الذي يُبث على قناة النهار الفضائية، أن المفاوضات بين النادي الأهلي والريان القطري "لم تشهد أي تطورات حاسمة في ملف التعاقد مع وسام أبوعلي". هذا التصريح يُلقي بظلال من الشك على إمكانية إتمام الصفقة مع النادي القطري، الذي كان يُعتقد أنه الأقرب لضم اللاعب. يُشير هذا الجمود إلى وجود خلافات جوهرية لم يتم التوصل إلى حلول لها بين الطرفين، سواء كانت مالية أو تتعلق بشروط التعاقد.
الأكثر تعقيدًا للموقف، وفقًا لما ذكره أمير هشام، هو أن "وسام أبوعلي لا يزال متمسكًا باللعب في الدوري الأمريكي". هذا التمسك برغبة اللاعب الشخصية يُعد عاملًا مؤثرًا للغاية في تحديد وجهته المستقبلية، حتى وإن كانت العروض المالية المقدمة من أندية أخرى أعلى. فعادة ما تُعطي رغبة اللاعب الأولوية في مثل هذه الحالات، خاصة إذا كان يسعى لتجربة احترافية في دوري معين يُفضل أسلوب لعبه أو يرى فيه فرصة لتطوير مسيرته.
وعلى صعيد العروض المالية، كشف هشام أن "العرض الذي وصل النادي [الأهلي] بـ 6 ملايين دولار" من الدوري الأمريكي، لكن النادي الأهلي "رفضه". هذا الرفض يُؤكد على أن إدارة الأهلي تُقدر قيمة اللاعب الفنية والتسويقية بأكثر من هذا المبلغ، وأنها لن تتنازل عن حقوقها المالية بسهولة. في المقابل، وصل "عرض الريان القطري لـ 8.5 مليون دولار"، وهو عرض أعلى بكثير من نظيره الأمريكي، لكنه لم يُحقق الرغبة الفنية أو الشخصية للاعب، ولم يصل على ما يبدو إلى سقف مطالب النادي الأهلي التي كانت قد أشارت مصادر سابقة إلى أنها قد تتجاوز الـ 10 ملايين دولار بالإضافة إلى نسبة من إعادة البيع.
هذا التباين بين رغبة اللاعب في التوجه لأمريكا (رغم العرض الأقل)، وبين العرض القطري الأعلى الذي لم يُسفر عن اتفاق، يُضعف موقف النادي الأهلي في تسويق اللاعب بأفضل سعر ممكن. فمن الواضح أن الأهلي يسعى لتحقيق أقصى استفادة مالية من بيع أبوعلي، خاصة وأن اللاعب قدم مستويات مميزة خلال الفترة التي قضاها مع الفريق، وأصبح مطلوبًا في عدد من الأندية.
وأمام هذا الجمود والتعقيد في المفاوضات، أكد أمير هشام أن "هناك مهلة محددة لحسم موقف وسام أبوعلي". هذه المهلة تُعد بمثابة إنذار أخير من إدارة القلعة الحمراء للاعب ووكيله لإحضار العرض المناسب الذي يُلبي شروط النادي، أو اتخاذ قرار نهائي بالبقاء مع الفريق. غالبًا ما تُمنح هذه المهلة قبل بدء المعسكرات التحضيرية للموسم الجديد، لضمان استقرار الفريق وتفرغ الجهاز الفني للجانب الفني دون تشتت بسبب ملفات اللاعبين المعلقة.