“القلب النابض” لسكياباريلي يحدث ضجة بأسبوع الهوت كوتور في باريس

في عرض افتتاحي خارق للمألوف، أطلقت دار سكياباريلي موسم خريف وشتاء 2026 للأزياء الراقية خلال أسبوع الهوت كوتور في باريس، بتوقيع المدير الإبداعي دانيال روزبيري، الذي حمل الحضور إلى عالم من الفن الحيّ، والخيال السريالي، والهندسة الفائقة.
العرض الذي أقيم تحت عنوان “العودة إلى المستقبل”، قدم تحية إلى تراث مؤسسة الدار إلسا سكياباريلي، وإلى عباقرة السريالية مثل سلفادور دالي، لكن بروح تكنولوجية مستقبلية أعادت رسم حدود ما يمكن أن تعنيه الأزياء الراقية في العصر الحديث.

فستان القلب النابض قطعة فنية تتحدى الواقع
من بين جميع الإطلالات، خطف الأنظار فستان أحمر خلاب مزود من الخلف بقلادة ضخمة على شكل قلب ميكانيكي نابض.
القلب مستوحى من تصميم سلفادور دالي الشهير “القلب الملكي” عام 1953، لكن روزبيري أعاد تقديمه برؤية 2025، حيث غلف بالكامل بحبيبات حمراء لامعة، واستخدم فيه نظام ميكانيكي دقيق يمنح الإحساس بأنه ينبض فعلي بالحياة.
هذه القطعة تحولت إلى محور الحديث بين الصحافيين وعشاق الموضة، ووصفت بأنها “تمثال نابض فوق جسد أنثوي”، في إشارة إلى مدى نجاح المصمم في تحويل الجسم إلى لوح فني حي.

مزيج فريد من الدراما والخيال والمهارة التقنية
تنوعت القطع بين الفساتين النحتية ذات الأكتاف البارزة، والخطوط الهندسية المعقدة، والأقمشة الراقية مثل التول والمخمل والحرير الخام. حافظت التصاميم على الطابع السريالي الذي ميز الدار منذ تأسيسها، لكن بأسلوب حديث يخاطب أنثى قوية، فضولية، ومتحررة من القوالب.
الاختلافات لم تكن فقط في القصات، بل تجسدت في العناصر البصرية الجريئة ثقوب على شكل مفاتيح وأعين مطرزة بشكل يدوي و أكسسوارات ضخمة بدت وكأنها امتداد للجسم لا مجرد زينة وكل تفصيلة بنيت لتكون جزء من رواية فنية، أقرب إلى عرض حي في متحف فني منه إلى منصة أزياء.


أكسسوارات تتجاوز الوظيفة إلى المعنى
لم تكتف سكياباريلي بالتلاعب بالأقمشة، بل ارتقت بفكرة الإكسسوارات إلى مستوى فني ومفاهيمي غير مسبوق.القلادات لم تكن تزين الرقبة فحسب، بل كانت تمتد من داخل الفكرة إلى خارج الجسد، كأنها شظايا من الحلم أو امتدادات لعضو داخلي.رأينا عيون مطرزة داخل الفساتين، مفاتيح تتدلى من الأكمام، وتكوينات تشريحية جسدت المفهوم الرئيسي للعرض جسد المستقبل في مواجهة الماضي السريالي.
إعادة تعريف الهوت كوتور
في زمن تسعى فيه دور الأزياء إلى تكرار ما نجح سابقا، اختار دانيال روزبيري تحدي القواعد.عرض “سكياباريلي” لم يكن مجرد تقديم لمجموعة جديدة، بل كان بيان جمالي وفلسفي يفتح الباب أمام تساؤل ما معنى الهوت كوتور في عالم الذكاء الاصطناعي والمستقبل المتسارع الرد جاء بصوت مرتفع: الهوت كوتور هي الفن، الحلم، والدهشة.
سكياباريلي تعيد البريق للهوت كوتور
مع “القلب النابض”، أثبتت دار سكياباريلي أن الدهشة لا تزال ممكنة في عالم الموضة.عرض خريف وشتاء 2026 كان رحلة مدهشة في عالم بين الفانتازيا والتشريح، جمعت بين أناقة الماضي وجرأة المستقبل، وأرست ملامح فصل جديد للأزياء الراقية في باريس.