عاجل

السودانيون في مصر.. بين ضغوط المعيشة ورحلة العودة إلى الوطن

السودانيون في مصر.. بين ضغوط المعيشة ورحلة العودة إلى الوطن

عودة السودانيين إلى
عودة السودانيين إلى بلادهم

شهدت الفترة الأخيرة زيادة ملحوظة في أعداد السودانيين المغادرين لمصر، متجهين إلى بلادهم، تزامنًا مع تقدم الجيش السوداني في عدة مدن رئيسية، من بينها أم درمان، التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

ورغم غياب إحصاءات رسمية دقيقة بشأن أعداد العائدين، تؤكد الجالية السودانية في مصر أن الأعداد كبيرة، فيما أرجع حقوقيون لـ"نيوز رووم" سبب العودة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها السودانيون في مصر.

أعداد المغادرين قليلة مقارنة بعدد اللاجئين

وأكد أشرف ميلاد، المحامي المختص في شؤون اللاجئين والهجرة،  أن أعداد السودانيين الذين غادروا مصر تظل قليلة مقارنة بمن لجأوا إليها منذ اندلاع الحرب في السودان عام 2023.

 وأضاف المحامي، أن هناك من عاد طواعية، لكن هناك  من تم القبض عليه أو ترحيله قسرًا، موضحا أن مدينة أم درمان تطهرت تمامًا من قوات الدعم السريع، ما دفع العديد من سكانها إلى العودة، خاصة مع نفاد مدخراتهم المالية، لكن العاصمة الخرطوم لا تزال غير آمنة وغير مؤهلة لاستقبال العائدين.

وأشار ميلاد إلى أن مصر استقبلت ما بين 1.2 إلى 1.5 مليون سوداني منذ بداية الحرب، وبالتالي فإن أعداد العائدين حاليًا تظل ضئيلة نسبيًا مقارنة بالعدد الكلي.

تشجيع العودة الطوعية للاجئين

وأكد المحامي المختص أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تعمل على تشجيع السودانيين على العودة طواعية، خاصة من يحملون الكارت الأزرق، حيث تتحمل نفقات عودتهم. بينما  طالبو اللجوء الذين يحملون الكارت الأصفر، فلا تتعامل المفوضية معهم حاليًا، لكن هناك احتمالية لمساعدتهم جزئيًا في المستقبل.

وتوقع ميلاد أن تستغرق إعادة تأهيل السودان وعودة جميع اللاجئين إلى بلادهم نحو خمس سنوات، مشيرًا إلى استمرار وجود قوات متمركزة في بعض المناطق وعناصر مرتبطة بتنظيمات مسلحة.

الظروف الاقتصادية تدفع السودانيين للعودة

من جانبه، أكد المحامي والحقوقي السوداني المعز حضرة، أن هناك أعدادًا كبيرة من السودانيين عادوا طواعية إلى بلادهم، متوقعًا زيادة الأعداد بعد شهر رمضان، خاصة في ظل استقرار الأوضاع في بعض المناطق.

وقال حضرة لـ"نيوز رووم"، إن الأوضاع الاقتصادية للسودانيين في مصر أصبحت صعبة للغاية، إذ لا توجد مصادر دخل لهم، بعدما استنزفوا مدخراتهم واستنفدوا المساعدات القادمة من أهاليهم في الخارج خلال العامين الماضيين.

وأشار إلى أن السبب الرئيسي لعودة السودانيين هو الأزمة الاقتصادية، لافتًا إلى أن أسعار الإيجارات بدأت في الانخفاض في بعض المناطق، مثل فيصل، حيث كان السودانيون يفضلون السكن معًا، ما تسبب في ارتفاع الأسعار سابقًا.

زيادة أعداد الحافلات المتجهة إلى السودان

وأكد الحقوقي السوداني أن هناك حافلات يومية تنقل السودانيين العائدين من مناطق مثل أبو سمبل وعابدين والدراسة، موضحًا أن عدد الرحلات من مصر إلى السودان أصبح أكبر من عدد الرحلات القادمة، وسط مبادرات لمساعدتهم على العودة.

أما فيما يتعلق بالمدارس السودانية في مصر، فأوضح حضرة أن العديد منها أُغلق بسبب عدم استيفاء شروط الترخيص من وزارة التربية والتعليم المصرية.

الترحيل يقلق السودانيين في مصر

من جانبها تقول ميسون عبدالسلام علي، مؤسس مركز “أجيال المستقبل” التعليمي المجتمعي، إن أعداد العائدين ليست كبيرة كما يُشاع، لافتةً إلى أن الترحيل أصبح هاجسًا لدى السودانيين، إذ تم ترحيل بعضهم لأسباب غير واضحة، حتى لو كانوا يحملون إقامات قانونية.

وفيما يتعلق بإغلاق المدارس السودانية، أوضحت ميسون أن السبب الأساسي هو عدم استيفاء متطلبات الترخيص من الجهات المختصة في مصر والسودان، مشيرة إلى أن بعض الأشخاص لجأوا إلى التحايل على القوانين بضم المدارس إلى أنشطة جمعيات أهلية مسجلة لدى وزارة التضامن الاجتماعي.

وأضافت أن هناك حوالي 250 مدرسة سودانية في مصر، بعضها قام بتوفيق أوضاعه القانونية بعد دفع رسوم تصل إلى 1.5 مليون جنيه، في حين تعمل الحكومة السودانية على تنظيم أوضاع 37 مدرسة أخرى.

انخفاض الإيجارات في بعض المناطق

وأشارت ميسون إلى أن إيجارات الشقق بدأت في الانخفاض في بعض المناطق التي يقطنها السودانيون، مثل بدر، لكن بأعداد محدودة، حيث تتراوح الأسعار هناك بين 5 و6 آلاف جنيه، بينما تراجعت أسعار الشقق في أكتوبر إلى 3 آلاف جنيه.

وأضافت أن الأسعار في فيصل لا تزال مرتفعة، حيث تتراوح بين 7 و10 آلاف جنيه بدون أثاث، في حين تنخفض في العمرانية لتتراوح بين 4 و5 آلاف جنيه.

الجالية السودانية تؤكد عودة أعداد كبيرة

وأكدت فاطمة عباس، إحدى إعلاميات الجالية السودانية في مصر، أن معظم المدارس السودانية أُغلقت بسبب عدم توفيق أوضاعها، مشيرةً إلى أن أعدادًا كبيرة من السودانيين عادوا إلى بلادهم طواعية.

وأوضحت أن بعض العائدين اختاروا العودة إلى مساكنهم الأصلية، بينما تم ترحيل آخرين، خاصة الشباب الذين لا يحملون أوراقًا ثبوتية، بهدف ضمهم إلى الجيش السوداني.

تم نسخ الرابط