متى تفطر الحامل والمرضع في رمضان؟ دار الإفتاء تجيب
متى تفطر الحامل والمرضع في رمضان؟ دار الإفتاء تجيب

في شهر رمضان المبارك، تتساءل الكثير من النساء الحوامل والمرضعات عن حكم الصيام في حالتهن، وهل يجوز لهن الإفطار إذا شعرن بالخطر على صحتهن أو صحة أطفالهن. هذا التساؤل يتكرر كل عام، ويعود إلى الرغبة في التوفيق بين الالتزام الديني والحفاظ على السلامة الجسدية.
رخصة الإفطار للحامل والمرضع:
الإسلام دين يسر ورحمة، وقد أُعطيت المرأة الحامل والمرضع رخصة الإفطار لتخفيف المشقة. لذلك، من المهم أن توازن المرأة بين رغبتها في الصيام والحفاظ على صحتها وصحة طفلها، مع استشارة الطبيب واتباع نصائح المختصين و يُسمح للحامل والمرضع بالإفطار إذا خافتا ضررًا على أنفسهن أو على الجنين أو الرضيع. استنادًا إلى قول الله تعالى: “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ” (البقرة: 184)، اعتُبر الحمل والرضاعة من الأعذار الشرعية التي تبيح الإفطار.
متى يجب الإفطار؟
• الحامل: إذا شعرت الحامل بالإرهاق الشديد، أو لاحظت أعراضًا مثل الدوار، الجفاف، أو نقص حركة الجنين، فيُستحب الإفطار فورًا حفاظًا على صحتها وصحة الجنين.
• المرضع: إذا قلّ الحليب بسبب الصيام، أو شعرت الأم بالتعب الشديد الذي يؤثر على قدرتها على إرضاع طفلها، فمن الأفضل أن تفطر.
رأي الأطباء:
ينصح الأطباء الحوامل والمرضعات بمراجعة طبيب مختص قبل اتخاذ قرار الصيام. في بعض الحالات، مثل الحمل المعقّد، أو الرضاعة الطبيعية الحصرية، قد يكون الإفطار ضروريًا لتجنب أي مضاعفات.
ماذا بعد الإفطار؟
إذا أفطرت الحامل أو المرضع، فعليها قضاء الأيام لاحقًا إن استطاعت. أما إذا تعذر القضاء بسبب استمرار الحمل أو الرضاعة، فيمكنها إخراج فدية بإطعام مسكين عن كل يوم أفطرته.
هل تؤثم المرأة إذا صامت وقد منعها الأطباء؟
إذا نصح الأطباء الثقات الحامل أو المرضع بعدم الصيام لأن ذلك يعرّض صحتها أو صحة الجنين/الرضيع للخطر، ثم قررت الصيام رغم هذه النصيحة الطبية، فقد تكون آثمة. السبب هو أن الشريعة الإسلامية ترفع الحرج عن الإنسان، وتحرم تعريض النفس أو الآخرين للضرر.
قال الله تعالى:
“وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا” (النساء: 29).
وكذلك في الحديث الشريف:
“لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ” (رواه ابن ماجه).
إذا كان الامتناع عن الصيام في هذه الحالة بناءً على نصيحة طبية مؤكدة، فهو واجب، لأن الحفاظ على النفس مقدّم على العبادات التي يمكن قضاؤها لاحقًا أو إخراج الفدية عنها. الإسلام دين يسر، وإذا أُعطيت المرأة رخصة الإفطار، فقبولها ليس تقصيرًا بل التزام بأمر الله برفع المشقة