نصف 2025 الآخر.. زلازل وحرائق وأمطار في عز الحر.. ماذا يحدث في القاهرة؟
في الأيام الأولى من النص الأول من عام 2025، تعرّضت محافظات مصرية عدة لسلسلة من الكوارث المتلاحقة، شملت ظواهر جوية قاسية، وانهيارات مبانٍ، وهزات أرضية، وحوادث مرورية مميتة، بالإضافة إلى حرائق ضخمة.
وأسفرت هذه الحوادث عن عشرات الوفيات والإصابات، في ظل دعوات شعبية ورسمية لتعزيز جهود الطوارئ والتحقيق في أسباب ما حدث.
ماذا يحدث في القاهرة؟
وفي هذا السياق، يرصد موقع «نيوز رووم»، خلال السطور التالية أبرز الظواهر الطبيعية والبشرية التي تعرضت لها القاهرة وبعض المحافظات المختلفة خلال الأيام الماضية.
طقس مفاجئ يضرب الإسكندرية ومطروح
شهدت محافظة الإسكندرية، صباح السبت، طقسًا شديد القسوة تمثل في أمطار رعدية غزيرة مصحوبة بعواصف ورياح قوية تجاوزت سرعتها 50 كيلومترًا في الساعة، ما أدى إلى أضرار في الممتلكات وحالة من الذعر بين المواطنين.
ووثّق المواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، صورًا ومقاطع فيديو تُظهر تدمير عدد من المركبات وتأثر أماكن عامة بفعل العاصفة.
من جهتها، أوضحت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن الظاهرة متوقعة، وقد تم إصدار تحذير مسبق قبل 72 ساعة، وأن نفس الحالة الجوية طالت أيضًا محافظة مطروح.
انهيار عقار تاريخي في السيدة زينب
في منطقة السيدة زينب بالقاهرة، انهار مساء الأربعاء عقار قديم مكون من خمسة طوابق، يعود تاريخ بنائه إلى عام 1951، وأسفر الحادث المأساوي عن وفاة 5 أشخاص، من بينهم أطفال، وإصابة 7 آخرين.
العقار يقع في شارع محمد عنايت، وهو نفس المبنى الذي عاش فيه الفنان الراحل نور الشريف خلال طفولته. وما زالت قوات الحماية المدنية تواصل البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
تم إخلاء العقارات المجاورة تحسبًا لتداعيات إضافية، بينما أكدت وزارة التضامن سرعة صرف تعويضات مالية لأسر الضحايا. وشهد الحادث استنفارًا أمنيًا، وسط شهادات من السكان عن روائح غاز واستغاثات من داخل المبنى المنهار.
هزة أرضية خفيفة في القاهرة توقظ المواطنين فجرًا
سجّل سكان مناطق متعددة من القاهرة، أبرزها المعادي والبساتين، هزة أرضية خفيفة فجر الأربعاء الموافق 14 مايو 2025، عند الساعة 1:55 صباحًا.
رغم عدم صدور بيانات رسمية من المعهد القومي للبحوث الفلكية أو الشبكة القومية للزلازل حتى لحظة النشر، فإن المواطنين أكدوا عبر منصات التواصل شعورهم بالاهتزاز في منازلهم، ما تسبب بحالة من القلق العام.
ولم يتم الإبلاغ عن أي إصابات أو أضرار مادية، لكن الجدل لا يزال قائمًا حول مصدر الهزة في ظل التكرار الملحوظ لمثل هذه الظواهر خلال الفترة الماضية.
حادث الطريق الإقليمي
في صباح السبت، شهد الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية حادثًا كارثيًا إثر تصادم ميكروباصين يقلان عددًا من العاملات العائدات من عملهن اليومي، ما أسفر عن مصرع 9 وإصابة 11 شخصًا.
الضحايا جميعهن من الفتيات في مقتبل العمر من قرية كفر السنابسة، وكان معظمهن يعملن بنظام اليومية مقابل أجر لا يتعدى 130 جنيهًا، لتوفير احتياجات أسرهن أو مواصلة التعليم.
شهود عيان أكدوا أن الحادث نجم عن تهور أحد السائقين، حينما اصطدم الميكروباص بشاحنة ثقيلة بشكل مفاجئ. وتم نقل المصابين إلى المستشفيات، في مشهد مؤلم شيّع فيه الأهالي بناتهم في جنازات جماعية حزينة.
حريق سنترال رمسيس
في حادثة مأساوية أخرى، اندلع حريق هائل في سنترال رمسيس وسط القاهرة، مساء الإثنين، واستمر حتى صباح الثلاثاء، وسط جهود مكثفة من الحماية المدنية لاحتواء النيران.
أسفر الحريق عن وفاة 4 أشخاص وإصابة 33 شخصًا، بينهم 10 من رجال الشرطة بحالات اختناق، وتم نقلهم إلى المستشفيات. وتسببت الحادثة في انقطاع خدمات الاتصالات في عدة مناطق داخل القاهرة الكبرى.
تم الدفع بعدد كبير من سيارات الإسعاف من القاهرة والجيزة والقليوبية لدعم جهود الإنقاذ، فيما بدأت التحقيقات لتحديد أسباب اندلاع الحريق، وسط مطالب بتحسين إجراءات السلامة والصيانة في منشآت البنية التحتية.
تحذيرات من تكرار الكوارث
تُسلّط هذه الحوادث الضوء على الحاجة الملحّة إلى تحديث أنظمة الإنذار المبكر، ومراقبة سلامة المباني ووسائل النقل، وتعزيز خطط الإغاثة السريعة، بجانب الارتقاء بمستوى التنسيق بين الجهات المعنية.
ومع استمرار صدور البيانات الرسمية والتقارير الفنية، يواصل المواطنون ترقّب نتائج التحقيقات، وسط تضامن شعبي واسع مع أسر الضحايا والمصابين.
