بريطانيا تهدد بإجراءات إضافية ضد إسرائيل في حال استمرار القصف بغزة

أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، اليوم، أن بلاده قد تلجأ إلى اتخاذ إجراءات إضافية ضد إسرائيل في حال لم يتم التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة خلال الأسابيع المقبلة. جاء ذلك في بيان رسمي يعكس تصعيد موقف الحكومة البريطانية تجاه الأزمة المستمرة منذ أشهر في المنطقة.
وقال لامي في تصريحاته: "الوضع الإنساني في غزة لا يمكن أن يستمر على هذا النحو، وعلى جميع الأطراف الالتزام بوقف فوري ومستدام لإطلاق النار. وإذا لم يحدث ذلك، فسندرس اتخاذ خطوات إضافية تجاه إسرائيل بالتنسيق مع شركائنا الدوليين".
وأشار الوزير البريطاني إلى دعم بلاده الكامل لجهود التهدئة التي تقودها الولايات المتحدة ومصر وقطر، مشددًا على ضرورة فتح الممرات الإنسانية لدخول المساعدات إلى المدنيين المحاصرين في غزة، وحمايتهم من الأعمال العسكرية.
خطة طوارئ شاملة
في وقت سابق، قال عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن الوكالة أعدّت خطة طوارئ شاملة بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة، للتدخل السريع والعاجل في قطاع غزة فور الإعلان عن أي هدنة أو وقف لإطلاق النار، مشيرًا إلى جاهزية أكثر من 13 ألف موظف تابعين للوكالة للعمل فورًا بمجرد توفر الظروف.
وفي مقابلة مع "القاهرة الإخبارية"، أوضح أبو حسنة أن الخطة تشمل إعادة تشغيل العيادات، توزيع المواد الغذائية، إدخال المستلزمات الطبية، وتوفير الوقود اللازم لتشغيل المرافق الحيوية. وأضاف: "لدينا مخازن تحت الأرض ومحطات وقود ومستشفيات جاهزة للعمل. بمجرد السماح بالدخول، سنبدأ فورًا".
الوضع الإنساني في غزة كارثي
وأشار أبو حسنة إلى أن الوضع الإنساني في غزة كارثي، ويتطلب استجابة دولية عاجلة، مؤكدًا أن الوكالة ستظل في طليعة العمل الإنساني رغم التحديات السياسية والميدانية التي تواجهها، سواء في القطاع أو في الضفة الغربية.
في وقت سابق، في تطور جديد للأحداث، سلمت حركة حماس ردها على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى الوساطة الدولية، واصفة إياه بـ"الرد الإيجابي".
وأكدت الحركة في بيانها استعدادها الفوري للدخول في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ الاتفاق، مشددة على جديتها في الوصول إلى حل دائم ينهي العدوان الإسرائيلي على القطاع.
التعديلات المطلوبة من حماس
كشفت مصادر فلسطينية عن أبرز التعديلات التي طالبت بها حماس على المقترح المقدم من الوساطة، والتي تشمل:
توزيع المساعدات الإنسانية: طالبت حماس بأن يتم التوزيع عبر الأمم المتحدة ووكالاتها والهلال الأحمر، بدلًا من الآلية الحالية التي تشرف عليها إسرائيل.
تعديل مصطلح "المدنيين" واستبداله بـ"سكان قطاع غزة" لضمان شمول جميع الفئات المتضررة، الانسحاب الإسرائيلي أن يتم وفق خرائط يناير الماضي مع إجراء تعديلات طفيفة يتم الاتفاق عليها، ضمان استمرار المساعدات والانسحاب بعد انتهاء فترة الـ60 يومًا المقررة للهدنة، فتح معبر رفح بالاتجاهين بشكل فوري لضمان حرية الحركة والإغاثة.
الموقف الإسرائيلي والاجتماع المرتقب للكابينت
من المقرر أن يعقد الكابينت الإسرائيلي اجتماعًا طارئًا اليوم لبحث الرد الفلسطيني والموقف من الصفقة المحتملة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول قوله إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يعلن عن الاتفاق رسميًا خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين المقبل.
وأشارت التقارير إلى أن الكابينت سيصادق على الصفقة رغم معارضة وزيرَي الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بيزليل سموتريتش، في حين أعلن رئيس الأركان والشاباك دعمهما لاتفاق جزئي يسمح بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين بأسرع وقت ممكن.
تصعيد عسكري متزامن مع المفاوضات
رغم التحركات السياسية، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، حيث أسفرت غارات جوية عن سقوط 18 شهيدًا وعشرات الجرحى في مناطق متفرقة من القطاع. ومن بين الضحايا عائلات كاملة، بينهم طبيب وأبناؤه الستة في خانيونس، ما أثار موجة غضب عارمة.
وأفاد مراسل "الحدث" من دير البلح بأن القوات الإسرائيلية توسع نطاق عملياتها، مستهدفة مناطق سكنية ومدارس ومراكز نزوح، وسط تكثيف للقصف المدفعي وتضييق الخناق على المدنيين المحاصرين.