حلم خطوبة تحول إلى مأساة.. أحمد مصطفى ضحية حريق سنترال رمسيس

في لحظات ملؤها الصمت والدموع، جلست أسرة أحمد مصطفى أمام مشرحة زينهم، تنتظر جثمانه بعد أن فُقد في حريق ضخم اندلع في سنترال رمسيس مساء الاثنين. كان من المفترض أن يحتفل أحمد بخطوبته أمس، لكن القدر كان له رأي آخر، ليأتي خبر وفاته صادمًا كالصاعقة.
"كان هيخطب إمبارح"، بهذه الكلمات المكسورة عبرت والدته عن ألمها العميق، مشيرة إلى أن أحمد كان في حالة فرح، يتصل بأصدقائه، يستعد ليوم كان حلمه بداية حياة جديدة، لكن الحريق المأساوي غيّر كل شيء.
الاحتماء داخل غرفة مغلقة
كان أحمد مصطفى، موظفًا بالشؤون الفنية في السنترال، قد حاول مع زملائه الاحتماء داخل غرفة مغلقة هربًا من الدخان الكثيف المتصاعد نتيجة ماس كهربائي تسبب في الحريق الذي انتشر بسرعة، لكنهم لم يتمكنوا من النجاة.
والدته، ممسكة بصورة ابنها، قالت بصوت متهدج: "كان نفسي أشوفه فرحان، كان دايمًا يقول لي خليكي جنبي يوم الخطوبة وادعيلي، وأنا دعيت له، لكن الدعاء ما وصلش. بدل ما نحضر خطوبته، حضرنا جنازته".
تُعد هذه الحادثة واحدة من أكثر المآسي التي هزّت المجتمع، حيث فقدت الأسرة شابًا كان على أعتاب بداية حياة جديدة، لتتحول الفرحة إلى حزن عميق وألم لا يُنسى.
سنترال رمسيس.. الحريق الذي ألتهم قلوب الأهالي
اندلع الحريق مساء الاثنين واستمر نحو 20 ساعة كاملة، رغم الدفع بـ20 سيارة إطفاء و5 سلالم هيدروليكية، وفصل التيار الكهربائي والغاز عن المبنى.
ورغم الجهود الضخمة من رجال الحماية المدنية، الذين أصيب 10 منهم باختناقات أثناء أداء واجبهم، أسفر الحريق عن وفاة 4 موظفين:
وائل مرزوق – نيابة الموارد البشرية
المهندس أحمد رجب – نيابة الشؤون الفنية
محمد طلعت – نيابة الشؤون الفنية
أحمد مصطفى – نيابة الشؤون الفنية
كما توفي الشاب أحمد مصطفى، الذي كان أيضا يستعد لخطوبته في اليوم نفسه.
كان بيحلم ومات وهو بيحلم
قالتها الأم، وهي تنظر إلى صورة ابنها: بني كان أنضف قلب، عمره ما زعلني، ولا خذل حد، راح وهو فرحان، بيجهز نفسه للحياة، بس فجأة اتحولت لحظات الفرح لحزن، والحلم لنهاية.
أمام المشرحة، كان الصمت يتكلم، والدموع تسرد ما لا يقال، لم يعد أحمد، لكنه ترك ذكرى في كل قلب عرفه، وضحكة لن تنسى، حلما لم يكتمل بعد،بل دُفن للأبد .