سيدة معاقة بدمياط تناشد المسؤولين: "أريد فقط ماء نظيف في بيتي"

وسط أحد شوارع محافظة دمياط تعيش السيدة فاطمة امرأة خمسينية تعاني من إعاقة جسدية كاملة تمنعها من الحركة إلا من خلال "كرسي متحرك"، أشبه بكرسي بعجلات، تقضي عليه يومها من الصباح حتى المساء داخل بيت بسيط، يخلو من أبسط مقومات الحياة الكريمة. فاطمة، والتي تعيش في أحد الأحياء الشعبية بالمحافظة، لا تجد من يعولها سوى شقيقتها الوحيدة، التي تزورها يوميًا لتعتني بها وتوفر لها ما استطاعت من طعام أو دواء.
منذ سنوات وفاطمة تكابد الحياة دون كلل، تتلقى معاشًا بسيطًا من برنامج "تكافل وكرامة"، لا يكاد يغطي احتياجاتها الأساسية، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار والغلاء الذي طال كل شيء، حتى الخدمات الضرورية. ورغم حالتها الصحية الصعبة، إلا أنها تملك عزيمة قوية ورضا نادر، لكن أكثر ما يؤلمها – كما تقول – هو انقطاع المياه عن منزلها، وعدم قدرة المسؤولين على توفير خط مياه يصل إلى بيتها المتواضع.
تقول فاطمة بصوت متهدج من الألم: "أنا مش عايزة حاجة من الدنيا، بس نفسي أشرب مية من الحنفية زي باقي الناس، نفسي أغسل وشي وأتوضى في بيتي بدل ما أستنى حد ييجي يشيل لي جركن مية من الشارع." وتتابع: "أنا قاعدة على المرسي طول اليوم، لا بقدر أتحرك ولا أروح أي مكان، حتى الحمام عندي مش شغال، وبستخدم الحمامات العامة، وده مش سهل عليا."
البيت الذي تسكنه فاطمة لا يوجد به أثاث يُذكر، ولا أجهزة كهربائية، ولا حتى أدوات بسيطة تُعينها على قضاء يومها. يعتمد بالكامل على ما تجلبه لها شقيقتها من الخارج. ومع ذلك، لم تتقدم بأي شكوى رسمية، ولا تعرف كيف توصل صوتها، إلا أن بعض الجيران هم من حاولوا إيصال قصتها إلى وسائل الإعلام، على أمل أن يتحرك أحد المسؤولين لإنهاء معاناتها.
وتضيف شقيقتها: "أنا بشتغل على قد حالي، وبحاول أجي لها كل يوم أطبخ لها وأهتم بيها، لكن الموضوع بقى فوق طاقتي. هي إنسانة قوية وصبورة، بس المية دي حياتها. ليه ما يكونش فيه حد يسمع صوتها؟".
ما تطلبه فاطمة لا يتعدى تنفيذ توصيلة مياه بسيطة إلى منزلها، وهي خدمة من المفترض أن تكون متوفرة لأي مواطن. وتناشد عبر هذا الخبر كافة الجهات المعنية بمحافظة دمياط، وعلى رأسها السيد المحافظ الدكتور أيمن الشهابي، وكذلك مديرية التضامن الاجتماعي، بالنظر في حالتها وتوفير أبسط حقوقها الإنسانية، وهي توفير مياه نظيفة جارية داخل بيتها.
قصة فاطمة ليست مجرد حالة فردية، بل نموذج لمعاناة العشرات من ذوي الهمم في المحافظات، الذين يعيشون في صمت تحت وطأة الإهمال وغياب الدعم الفعلي. ورغم ما تبذله الدولة من جهود لدعم ذوي الإعاقة، إلا أن بعض الحالات لا تزال تنتظر التفاتة إنسانية من المسؤولين، يكون فيها الإنصات أول الحلول.
وفي نهاية حديثها، وجهت فاطمة رسالة بسيطة: "أنا مش عايزة حد يشيلني أو يساعدني في أكلي، أنا بس عايزة مية.. مية في بيتي.. ده كل حلمي."