الشرع يلتقي بمستشار الأمن القومي الإسرائيلي.. ماذا دار بينهما؟

أفادت مصادر سورية أن الرئيس السوري أحمد الشارع التقى يوم الإثنين، بمستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ووصفت أحد المصادر اللقاء بأنه "خطوة مهمة في مسار المفاوضات السورية-الإسرائيلية"، وأشارت التقارير إلى أن هذا الاجتماع ليس الأول بين المسؤولَين.
سوريا تُجري محادثات "هادئة" مع إسرائيل
وكانت مصادر دبلوماسية قد ذكرت الأسبوع الماضي أن سوريا تُجري محادثات "هادئة" مع إسرائيل، لا تهدف إلى توقيع اتفاق سلام شامل، بل إلى التوصل إلى تفاهم أمني محدود، وتبدو المصالح متقاربة بين الطرفين؛ فالرئيس السوري يسعى لجذب الاستثمارات الأجنبية وتخفيف العقوبات، بينما تهتم إسرائيل بضمان أمن حدودها الشمالية.
ووفقًا لتلك المصادر، فإن هذا الاتفاق المحتمل لن يشمل تطبيعًا دبلوماسيًا كاملاً أو فتح سفارات، بل سيقتصر على اتفاق أمني. وقال أحد المصادر ساخرًا: "من يتخيّل نفسه يأكل فلافل في دمشق، فليواصل الحلم".
الاتفاق المتوقع قد يتضمن ضمانات أمنية، وتعهدًا بمكافحة النشاطات الإرهابية، وخطوات للحد من النفوذ الإيراني، ومنع تمركز الجماعات المسلحة قرب الحدود، وتشير تقارير أجنبية إلى أن إسرائيل استخدمت بالفعل الأجواء السورية لتنفيذ ضربات ضد أهداف إيرانية، ما يوحي بوجود تنسيق غير رسمي بين الجانبين، حتى وإن لم يكن معلنًا.
اتفاق فك الاشتباك لعام 1974
وتستند هذه المحادثات إلى اتفاق فك الاشتباك لعام 1974، الذي أنهى حرب أكتوبر وما تبعها من حرب استنزاف، حيث حدّد الاتفاق آنذاك خطوط الفصل، وتموضع القوات وآليات الرقابة، ونجح في الصمود رغم فترات التوتر. ويعتقد مسؤولون في القدس أن الاتفاق يمكن تحديثه لمواجهة التهديدات المعاصرة، شرط أن تُظهر سوريا انفصالًا فعليًا عن النفوذ الإيراني.
يُذكر أنه قبل نحو شهرين، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس الشارع، في أول لقاء بين رئيس أمريكي وسوري منذ 25 عامًا، وأوضحت واشنطن أن ترامب شجع الشارع على الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل، وطالبه بطرد الجماعات الفلسطينية المسلحة من الأراضي السورية.
وفي أعقاب هذا اللقاء، صرّح الرئيس الشارع قائلاً: "سوريا ملتزمة بأن تكون دولة سلام وتعاون، ومخلصة لكل يد ممدودة بالخير نحوها"، وأضاف: "سوريا لن تعود ساحةً لصراعات القوى أو مسرحًا للطموحات الأجنبية، لن نسمح بتقسيم سوريا أو بإحياء روايات النظام السابق التي سعت لتفتيت شعبنا. سوريا لكل السوريين".