عاجل

بعد اعتذار مها الصغير.. استشارية نفسية: قبول الاعتذار ليس إلزاميًا

مها الصغير
مها الصغير

تحت ضغط انتقاداتٍ حادة واتهامات بسرقة أعمال فنية، اضطرت الإعلامية مها الصغير إلى تقديم اعتذار علني بعد جريمة نشر لوحات فنية دون ذكر المصدر للفنانة الدنماركية ليزا لاش نيلسون، في حادثة تحولت إلى قضية رأي عام.

رأي خبير نفسي: الاعتذار قد لا يلقى قبولًا فوريًا

وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة رباب الششتاوي، استشاري علم النفس ومؤسس علم النفس الفيزيائي، أن ارتكاب الأخطاء سلوك بشري طبيعي لا يمكن إنكاره، لكن حجم الخطأ وتأثيره يزداد حين يصدر من شخصية عامة أو تحت الأضواء الإعلامية، كما أن المجتمع بطبيعته لا يفصل غالبًا بين الفرد وتمثيله لمؤسسة أو وطن، مما يجعل ردود الأفعال أوسع من المتوقع.

الدكتورة رباب الششتاوي
الدكتورة رباب الششتاوي

العمومية تُضخّم الخطأ

وأوضحت الششتاوي في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم»، أن "كل إنسان يخطئ، لكن المشكلة تكبر عندما يكون هذا الإنسان شخصية عامة، الخطأ حينها لا يُنظر إليه كشأن فردي، بل يُحمّل على رمزية أوسع: إعلامي يمثل الإعلام، أو فنان يمثل بلده، وهكذا".

وتابعت: "العقل البشري لديه ميل للتعميم، تمامًا مثلما يفعل الأطفال عندما يطلقون كلمة بابا أو ماما على كل رجل أو امرأة، لذلك، عندما يُخطئ شخص معروف، قد يُنظر إلى ذلك الخطأ باعتباره خطأ جماعياً أو تمثيلياً".

الانتقادات أقسى عندما تُرتكب الأخطاء أمام الجمهور

وقالت الششتاوي إن المنصات الإعلامية والسوشيال ميديا تضاعف من حجم الأخطاء، حتى وإن بدت صغيرة. "عندما يرتكب أحدهم خطأ بسيطًا في حياته اليومية، قد يُعالج بين أفراد محدودين، أما إذا حدث على منصة عامة، فإن الأمر يتحول إلى قضية رأي عام".

وأضافت: "لهذا السبب، على الشخصيات العامة أن تدرك حجم مسؤوليتها، لأن كل تصريح أو تصرف يتم تحليله ونقده بشكل أوسع، ويترك أثراً مضاعفاً، قد لا يكون باستطاعتهم تحمله نفسياً".

الاعتذار ليس دائمًا كافيًا

أشارت الششتاوي إلى أن قبول الاعتذار من عدمه، هو شأن شخصي تمامًا. "بعض الأشخاص بطبعهم متسامحون، وآخرون لا يستطيعون تجاوز الإهانة أو التجاوز بسهولة، وهذا حقهم الكامل، لا يمكننا أن نلوم من لا يقبل الاعتذار، لأن رد الفعل يختلف من شخص لآخر حسب خبراته ونظرته للحدث".

وشددت على أن: "الله وحده هو الغفور الرحيم. أما البشر، فطبائعهم متباينة، منهم من يسامح مرة أو مرتين، ومنهم من لا يسامح إطلاقاً".

ارتكاب الخطأ لا يُبرَّر بالأزمات النفسية

ورفضت الدكتورة الششتاوي تبرير الخطأ بالأزمات النفسية، مشددة على أن "الضغوط والمحن لا تعطي الإنسان الحق في إيذاء الآخرين أو تجاوز القوانين، ومعالجة الخطأ بخطأ آخر يؤدي إلى مضاعفة الأزمات بدلاً من تخفيفها".

وأضافت: "الشخص الذي يرتكب خطأ وهو في أزمة نفسية، ثم يحاول تبريره بخطأ آخر، يدخل نفسه في دائرة أعمق من الألم واللوم، والحل لا يكون بالهروب إلى التجاوز، بل بالتفريغ النفسي عبر الفنون أو التمارين أو أي وسيلة إيجابية أخرى".

التعافي لا يكون عبر الخطأ

اختتمت الششتاوي حديثها بالقول: "التشافي لا يأتي من الأذى، بل من الجمال، يمكنك أن تتعلم الرسم، الرقص، السفر، أو حتى الصمت، لكن لا ترتكب خطأً ظنًا منك أنه سيخفف عنك الألم. فالأخطاء لا تعالج الأخطاء، بل تزيدها تعقيداً".

تم نسخ الرابط