مرصد الأزهر: بلدة "سنجل" تحولت إلى سجن كبير لـ 8000 فلسطيني

في ظل التصعيد المستمر في الضفة الغربية منذ عام 2023، والذي يتزامن مع المأساة الإنسانية في قطاع غزة، تحولت بلدة "سنجل" الفلسطينية إلى ما يشبه السجن الكبير، حيث أقامت القوات الصـ هيونية سياجًا معدنيًا بارتفاع خمسة أمتار، أغلقت به جميع مداخل ومخارج البلدة، باستثناء مدخل واحد فقط يخضع لرقابة مشددة.
يُبرر الاحتلال هذه الإجراءات المشددة بحماية المستوطنين على الطريق السريع بين رام الله و نابلس ومنع إلقاء الحجارة. ومع ذلك، يرى السكان المحليون أن هذه السياسات تهدف بشكل أساسي إلى ترهيب الفلسطينيين وكسر إرادتهم.
🔴 بلدة "سنجل" تحولت إلى سجن كبير لـ 8000 فلسطيني
وقد أدى السياج إلى محاصرة نحو 8,000 فلسطيني داخل مساحة لا تتجاوز 10 أفدنة، وعزلهم عن 2,000 فدان من أراضيهم الخاصة التي يعتمد كثير منهم عليها لكسب رزقهم، وسط صعوبة التنقل، حيث تستغرق الرحلات القصيرة إلى رام الله ثلاث ساعات بسبب الحواجز ونقاط التفتيش الثابتة والمتحركة التي أقامها الاحتلال.
من جانبها، تتهم السلطة الفلسطينية حكومة الاحتلال بتعمد خنق الاقتصاد والحياة اليومية. في المقابل، تؤكد سلطات الاحتلال أن هذه الإجراءات ضرورية في ظل الأوضاع الأمنية المعقدة في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة عام 2023، وتصاعد التوترات مع تصاعد نشاط المستوطنين وسعيهم لضم المزيد من الأراضي.
🔴 مخطط لتقطيع أواصر الدولة الفلسطينية
بدوره، يؤكد مرصد الأزهر أن السياسات الصهيونية الأخيرة في الضفة الغربية تعد شكلًا من أشكال العقاب الجماعي، في انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف الرابعة (1949)، والتي تنص على حماية المدنيين وقت الحرب؛ إذ تشير (المادة 33) إلى حظر العقوبات الجماعية وأي تدابير ترهيب أو انتقام ضد السكان المدنيين. كما تمنع (المادة 49 ) نقل السكان أو تهجيرهم قسرًا أو عزلهم.
لذا، يؤكد المرصد أن ما يحدث حاليًا في قرية سنجل هو جزء من سياسات استيطانية أوسع تستغل الانشغال الدولي بقطاع غزة لعزل الضفة الغربية عن القطاع، وتقطيع أواصر الدولة الفلسطينية المستقبلية.