في الأيام الماضية الاسم اللي ملأ السوشيال ميديا هو مها الصغير لكن مش بسبب طلاقها من أحمد السقا إنما بسبب موقف السبب فيه لوحة كانت من رسم فنانة دنماركية شهيرة: "ليزا لاش نيلسون" اتعرضت في برنامج “معكم” على إنها من رسوم مها واتسببت في ضجة على السوشيال ميديا .
غلطة مها مش أكبر منا بس رد فعلنا كان أصغر بكتير من الإنسانية!
مش هتكلم عن مها الصغير كاسم تقيل في الوسط ولا كزوجة حد معروف…
هتكلم عنها كإنسانة غلطت واعتذرت ووقفت قدام الموجة
لكن للأسف الموجة ما كانتش بس غضب كانت تشويه.
في زمن الناس فيه بتجمل الكذب مها قالت “أنا غلطانة”.
في وقت الناس فيه بتدافع عن نفسها مهما كانت الحقيقة هي اختارت تفتح صدرها وتتحمل.
من الناحية النفسية أي بني آدم تحت ضغط نفسي شديد طلاق، حزن، تشكيك في الذات ممكن يغلط.
وده مش تبرير ده تفسير لأن الغلط اللي وراه ندم… مش زي الغلط اللي وراه تعالي.
ومها ؟
ما كانتش متعالية ولا متهربة قالت “أنا آسفة”… واعترفت واعتذرت وسكتت.
لكن هل السوشيال ميديا سكتت؟
لأ، بالعكس… اشتغلت!
اللي حصل على السوشيال ميديا؟
الناس دخلت في جلد وتشويه وسخرية والأزمة اتقلبت من غلطة فنية واعترافنا بيها
لكارثة أخلاقية بنقنع نفسنا إننا بندافع فيها عن الفن !لكن الحقيقة؟
إحنا كنا بندور على تريند وبندوس على بني آدمة اتكشفت وهي تايهة وتعبانة.
السوشيال ميديا ما كانتش عايزة اعتذار كانت عايزة تمسك الغلط وتكبر الصورة وتقلبها هاشتاج وسيناريو إدانة ومادة خصبة للتنمر.
ونسينا نعمل أبسط حاجة:
نفرق بين غلطة ونية.
ليه بقول الكلام ده؟
لأني مؤمنة إننا لازم نفتح باب للغلطات اللي وراها ندم ولازم نفرق بين إنسان بيزور،
وإنسان بيغلط وبيقف قدام الناس ويقول: “أنا آسف”.
مها الصغير غلطت لكن عملت حاجة ناس كتير ما بتعرفش تعملها:
اعترفت واحترمت الفن، واعتذرت للفنانة واحترمتنا كمجتمع.
وبعدين؟
هي مش ملاك لكنها كمان مش مجرمة.
هي إنسانة واجهت واعتذرت ولسه واقفة قدام كل الهجوم بتقول: “أنا ما بخافش من غلطتي لكني بتعلم منها”.
الدعم هنا مش معناها بنبرأها الدعم هنا معناه إننا بنصدق إن الناس بتتغير وإن اللي بيعترف بغلطه يستاهل فرصة تانية، مش رجم بالحجارة.
في النهاية؟
اللي عملته مها غلط بس اللي عملناه إحنا بعدها كان غلط أكبر.
الناس اللي بتغلط وتعتذر محتاجة احتواء مش تحقيق مش محاكمه ومش حفلة سلخ على السوشيال ميديا.
إحنا محتاجين نكون مجتمع يعرف يوقف عند الغلطة بس ما يدفنش اللي غلط فيها.
وفي الآخر…
مها الصغير غلطت… واعترفت… واعتذرت.
بس اللي حصل بعدها ما كانش نقاش ولا نقد كان هجوم موجه وكأن الغلط بقى ذنب لا يُغتفر.
الناس هتنسى… يمكن بعد يومين يمكن بعد بوست تاني وترند تاني يشغلهم.
بس هي؟
هتفضل موجوعة بكلام ما كانش فيه ذرة رحمة.
أنا بدعم مها الصغير… لأني شايفة الإنسان اللي ورا الغلطة.”
واخترت أصدق الاعتذار مش أشارك في العقاب الجماعي.