عاجل

ما حكم تأخير الإفطارعمدًا في شهر رمضان؟ .. علي جمعة يجيب

إفطار رمضان
إفطار رمضان

مع حلول شهر رمضان الكريم ، تتجدد الأجواء الإيمانية، وتُصبح لحظة الإفطار محطة يومية ينتظرها الصائمون بشغف ، ويُحدد وقت الإفطار عند غروب الشمس، تزامنًا مع أذان المغرب،

ويثار أحيانًا تساؤل حول حكم تأخير الإفطار عمدًا في شهر رمضان بعد أذان المغرب؟  وهو ما دفع الفقهاء إلى بيان الحكم الشرعي في هذه المسألة استنادًا إلى الأدلة من الكتاب والسنة.

أكد علماء الدين، أن تعمد تأخير الإفطار بعد دخول وقت المغرب بلا عذر يخالف السنة النبوية، إذ حثّ الرسول صلى الله عليه وسلم على تعجيل الفطر لما فيه من التيسير والاتباع لأمر الله. فقد روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر.”

وأوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، أن تأخير الإفطار دون سبب مشروع يُعد تفريطًا في سنة مؤكدة، مشيرًا إلى أن الحكمة من تعجيل الفطر تكمن في الامتثال لأمر الله ورحمة النفس بالجسد بعد يوم الصيام.

في السياق ذاته، ذكر الإمام النووي في “شرح صحيح مسلم” أن تعجيل الفطر مستحب بالإجماع، وأن تأخيره بلا حاجة يُخالف الهدي النبوي، إلا في حالات الضرورة أو العذر كنسيان الطعام أو انشغال المسلم بما هو أهم، كإنقاذ حياة أو أداء عبادة ضرورية.

واعتبر العلماء، أن الالتزام بتوقيت الإفطار يعكس الطاعة والالتزام بحدود الله، مبينًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم.” (رواه البخاري ومسلم).

وفي ضوء هذه الأقوال، يتضح أن تعمد تأخير الإفطار بلا مبرر شرعي يعد خروجًا عن السنة، وإن كان الصوم صحيحًا، لكن الأفضل للمسلم اتباع الهدي النبوي لتعظيم الأجر ونيل رضا الله تعالى.

آداب الإفطار

آداب الإفطار في رمضان هي مجموعة من السلوكيات والأعمال المستحبة التي تُظهر الاحترام للشهر الفضيل وتُعظم شعيرة الصيام. دعني أوضح لك هذه الآداب مع الأدلة وآراء الفقهاء:


1. تعجيل الفطر عند غروب الشمس
• الدليل: قال النبي ﷺ: “لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر.” (متفق عليه).
• رأي الفقهاء: يُستحب تعجيل الفطر فور تحقق غروب الشمس؛ تأسيًا بالنبي ﷺ.

2. الإفطار على رُطَب أو تمر أو ماء
• الدليل: قال أنس بن مالك رضي الله عنه: “كان رسول الله ﷺ يُفطر على رُطَباتٍ قبل أن يصلي، فإن لم تكن رُطَباتٌ فتَمَراتٌ، فإن لم تكن تمرات حسا حسواتٍ من ماء.” (أبو داود).
• رأي الفقهاء: يُستحب البدء بشيء خفيف على المعدة مثل التمر أو الماء، فهو أيسر على البدن.

3. الدعاء عند الإفطار
• الدليل: قال النبي ﷺ: “إن للصائم عند فطره دعوة ما تُرد.” (ابن ماجه).
• من الأدعية المأثورة: “اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت.” (أبو داود).
• رأي الفقهاء: يُستحب الدعاء قبل الإفطار وأثناءه؛ فهو وقت رجاء إجابة الدعاء.

4. كسر الصيام قبل الصلاة ثم أداء المغرب
• السنة: أن يُفطر الصائم على تمر أو ماء، ثم يصلي المغرب، ثم يُكمل إفطاره بهدوء.
• الحكمة: حتى لا يُثقل الطعام على الصلاة، فيُؤديها بخشوع.

5. الاعتدال في الطعام والشراب
• الدليل: قال الله تعالى: “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين.” (الأعراف: 31).
• رأي الفقهاء: يُستحب عدم المبالغة في الأكل حتى لا يُرهق البدن، ويُحافظ على نشاط العبادة.

6. إفطار الصائمين (الحرص على إطعام الناس)
• الدليل: قال النبي ﷺ: “من فطّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء.” (الترمذي).
• رأي الفقهاء: يُستحب تجهيز موائد الإفطار للفقراء والمحتاجين، أو إهداء الطعام للصائمين.

7. الشكر وحمد الله على نعمة الإفطار
• السنة: أن يُحمد الله على نعمة الطعام والشراب، وبلوغ الإفطار سالمًا.
• الدليل: قال النبي ﷺ: “من أكل طعامًا ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة، غُفر له ما تقدم من ذنبه.” (الترمذي).

تم نسخ الرابط