سنترال رمسيس يشتعل.. إصابات وإغلاق كوبري 6 أكتوبر"

تجددت ألسنة اللهب، مساء اليوم، داخل مبنى سنترال رمسيس الكائن بمنطقة وسط القاهرة، في حريق هائل تسبب في إصابة 21 شخصًا باختناقات وحروق متفرقة، دون تسجيل أي وفيات حتى اللحظة، بحسب ما أفادت به مصادر أمنية وطبية.
وأفادت غرفة عمليات محافظة القاهرة بأن النيران امتدت سريعًا داخل المبنى الذي يتعدى ارتفاعه العشرة طوابق، ما استدعى تدخلاً عاجلًا من قوات الحماية المدنية التي دفعت بعدد كبير من سيارات الإطفاء لمحاصرة الحريق ومنع امتداده إلى الأبنية المجاورة.
من جانبها، دفعت هيئة الإسعاف بـ17 سيارة إسعاف إلى موقع الحريق، لتقديم الإسعافات الأولية ونقل المصابين إلى عدد من المستشفيات القريبة، أبرزها مستشفى الدمرداش والهلال، وسط حالة من الاستنفار الطبي للتعامل مع الحالات الطارئة.
وشهدت المنطقة المحيطة بمبنى السنترال شللًا مروريًا مؤقتًا، دفع قوات المرور بالتنسيق مع الأجهزة التنفيذية إلى اتخاذ قرارات عاجلة، أبرزها غلق كوبري 6 أكتوبر في الاتجاه المؤدي إلى مدينة نصر، لتسهيل وصول سيارات الإطفاء والسلالم الهيدروليكية إلى موقع الحادث.
وقال شهود عيان إن سحبًا كثيفة من الدخان الأسود غطت سماء المنطقة، وامتدت لتأثيرها على محطات المترو المجاورة، ما تسبب في صعوبة في التنفس لعدد من الركاب الذين قرروا مغادرة القطارات واللجوء إلى المحطات طلبًا للهواء النقي.
وأشار شهود آخرون إلى أن النيران تصاعدت فجأة من الطوابق العليا، وسط أصوات انفجارات يُعتقد أنها ناتجة عن كابلات كهربائية أو معدات داخل المبنى.
وواصلت قوات الحماية المدنية عملها حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، في محاولة للسيطرة على النيران وإجراء عمليات التبريد، وسط تحذيرات من تجدد الاشتعال في الأدوار المتضررة، خاصة مع وجود مواد قابلة للاشتعال داخل المبنى بحكم طبيعته التشغيلية.
وأكدت مصادر مسؤولة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحريق قد يكون ناتجًا عن ماس كهربائي، إلا أن النيابة العامة بدأت فعليًا التحقيق في الواقعة للوقوف على الأسباب الحقيقية، فيما تم تشكيل لجنة فنية من الحماية المدنية لمعاينة المبنى بعد انتهاء عمليات الإطفاء.
وأهابت السلطات بالمواطنين الابتعاد عن موقع الحريق حفاظًا على سلامتهم، مشددة على أن فرق الإطفاء والإسعاف تواصل جهودها بكل طاقتها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.