مدرب فاركو: فخور بنجاح لاعبي فريقي في الانتقال للقطبين

في تصريحات تُعبر عن رؤية إدارية وفنية فريدة، تحدث أحمد خطاب، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي فاركو، عن رحيل عدد من نجوم فريقه إلى قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية.
خطاب، الذي يقود سفينة فاركو، أبدى فخره وارتياحه لخطوات لاعبيه نحو الاحتراف في الأندية الكبرى، مؤكدًا أنه لم ولن يقف في طريق أي لاعب يسعى لتطوير مسيرته الكروية.
وبات اثنان من أبرز لاعبي فاركو، وهما أحمد شريف وعمرو ناصر، على أعتاب الانضمام رسميًا إلى نادي الزمالك، حيث ينتظران فقط الإعلان الرسمي لإتمام الصفقة. في المقابل، حسم نادي فاركو صفقة انتقال مدافعه الواعد ياسين مرعي إلى صفوف النادي الأهلي، ليُكمل بذلك الثلاثي رحلة احترافية جديدة في كبرى الأندية المصرية. هذه الانتقالات الجماعية للاعبين من فريق واحد إلى الأندية الكبرى تُعد ظاهرة لافتة، وتُلقي الضوء على جودة العمل الفني والإداري في نادي فاركو.
وفي تصريحات خاصة لبرنامج "ستاد المحور"، عبّر أحمد خطاب عن سعادته البالغة بنجاح لاعبيه. قال خطاب: "ربنا يكرم كل لاعبي فاركو، أنا سعيد جدًا باحترافهم وانضمامهم للأندية الكبرى، وغير حزين بالمرة بالعكس هذا وعدي للاعبين من أول يوم توليت فيه المهمة". هذه الكلمات تُظهر عقلية احترافية تختلف عن السائدة في العديد من الأندية، حيث يرى خطاب في احتراف لاعبيه نجاحًا لمشروع فاركو كمنظومة قادرة على إنتاج المواهب وتصديرها للأندية الكبرى، بدلاً من التمسك بهم ومحاولة عرقلة طموحاتهم.
وأضاف خطاب مُفصلاً فلسفته الإدارية والفنية: "أنا مش بقف في طريق حد، والحمد لله إحنا في خلال سنتين بايعين 14 لاعب وأعتقد مفيش منظومة حققت ده قبل كده". هذه الأرقام التي كشفها المدير الفني تُعد إنجازًا استثنائيًا بكل المقاييس في الدوري المصري. فبيع 14 لاعبًا خلال عامين فقط، وتحديدًا إلى الأندية الكبرى، يُشير إلى نجاح منقطع النظير في استقطاب وتطوير المواهب، ثم تسويقها بشكل فعال. هذا الإنجاز يعكس ليس فقط كفاءة الجهاز الفني في صقل اللاعبين، بل أيضًا براعة الإدارة في بناء نموذج اقتصادي مستدام للنادي يعتمد على تنمية الأصول البشرية.
ويُجسد هذا النموذج رؤية حديثة في إدارة الأندية، حيث لا يُنظر إلى اللاعب كـ "أصل ثابت" يجب الاحتفاظ به مهما كان الثمن، بل كـ "استثمار" يُمكن أن يُحقق عائدًا ماديًا وفنيًا للنادي، وفي الوقت ذاته يُحقق طموح اللاعب في الانتقال إلى مستوى أعلى. هذا الفكر يُعزز من جاذبية فاركو للاعبين الشباب الطموحين، الذين يرون في النادي بوابة للانتقال إلى الأندية الكبرى في المستقبل.
واختتم أحمد خطاب تصريحاته برسالة شخصية للاعبيه، تُظهر العلاقة القوية التي تجمعه بهم: "ربنا يكرم ونطلع غيرهم تاني، وأنا فعلًا بتمنى كل التوفيق للاعيبة اللي بعتبرهم أخواتي الصغيرين وفخور بتعبي معاهم ونجاحهم الحمد لله". هذه الكلمات تُبرز الجانب الإنساني في شخصية خطاب، واعتزازه بالجهد الذي بذله مع هؤلاء اللاعبين، وفخره بنجاحهم الذي يُعد انعكاسًا لجهوده كمدرب.
تُشكل تصريحات أحمد خطاب نموذجًا يُحتذى به في إدارة الأندية المصرية، حيث تُقدم فاركو مثالًا حيًا على كيفية النجاح في بناء فريق تنافسي، وفي الوقت ذاته تحقيق مكاسب اقتصادية من خلال تطوير وبيع اللاعبين، مما يُسهم في دعم استدامة النادي ماليًا.