أشرف غراب: تأمين المنشآت الحيوية أصبح ضرورة رقمية واقتصادية

قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، أن الحريق الذي اندلع في سنترال رمسيس تسبب في انقطاع جزئي لخدمات الإنترنت والهاتف الأرضي داخل مناطق متعددة من محافظتي القاهرة والجيزة، موضحًا أن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات تدخل سريعًا بإيقاف التيار الكهربائي بالكامل عن الموقع، في خطوة استباقية للحد من تفاقم الأضرار، مع الالتزام بإعادة تشغيل الخدمات بشكل تدريجي وتعويض المشتركين المتأثرين.
الحادثة تعيد ملف تأمين البنية التحتية إلى الواجهة
وأشار غراب إلى أن الواقعة أعادت تسليط الضوء على أهمية تأمين المنشآت الحيوية ضد الحوادث المفاجئة، خاصة مع تسارع خطوات التحول الرقمي في مصر، وهو ما يتطلب استراتيجيات أوسع لحماية البنية التحتية الحساسة من أية أخطار محتملة، كما دعا إلى توسيع نطاق الاستثمار في البنية التكنولوجية الذكية، مع إنشاء سنترالات بديلة موزعة جغرافيًا لتخفيف أثر أي توقف مفاجئ على الاقتصاد والخدمات.
ترابط وثيق بين الحريق والأمن الاقتصادي
وأوضح غراب أن ما حدث لا يمكن فصله عن مشهد الأمن الرقمي لمصر، مشيرًا إلى أن السنترالات ومراكز البيانات أصبحت تمثل العمود الفقري للبنية التحتية الرقمية، وبالتالي فإن تأمينها يُعد ركيزة من ركائز الأمن الاقتصادي الوطني، مشدداً على أن تطوير الشبكات الرقمية وتوسيع نطاق تغطيتها لا يمثل رفاهية، بل هو ضرورة ملحة لتعزيز كفاءة الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة من خلال تمكين الاقتصاد الرقمي.
وأكد غراب في ختام تصريحاته، أن الحريق رغم أضراره، يمثل جرس إنذار مهم يدعو إلى مراجعة معايير الأمان والسلامة داخل المنشآت الرقمية، وضرورة التوسع في بناء مراكز تكنولوجية احتياطية تضمن استمرارية الخدمة في ظل أي ظرف طارئ.
الجدير بالذكر، أكد الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أنه تمت السيطرة على الحريق بشكل كامل، ويجري حاليًا تنفيذ عمليات التبريد اللازمة داخل الموقع، في متابعة مستمرة من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات للتداعيات الفنية الناتجة عن الحريق الذي اندلع اليوم في سنترال رمسيس التابع للشركة المصرية للاتصالات.
نقل حركة الإنترنت الأرضي
وأشار الجهاز إلى أنه تم نقل حركة الإنترنت الأرضي الخاصة بعملاء المصرية للاتصالات إلى مركز الحركة التبادلي في سنترال العُوّضة، لتفادي استمرار تأثر الخدمة نتيجة التوقف المفاجئ في سنترال رمسيس.
خدمات الإنترنت الثابت
وأوضح الجهاز أن خدمات الإنترنت الثابت وكذلك خدمات المحمول (الصوت ونقل البيانات) قد تأثرت بشكل نسبي لدى شركات المحمول الثلاث، نتيجة تعطل عدد من دوائر الربط الشبكي، كما يجري حاليًا تنسيق فني مكثف بين فرق الدعم بالشركة المصرية للاتصالات وشركات المحمول لاستبدال الدوائر المتأثرة وتحويلها إلى مسارات بديلة عبر باقي أجهزة السنترالات المتاحة لدى المصرية للاتصالات.