ما هى ضوابط اعتكاف المرأة في المسجد ؟ .. دار الإفتاء تجيب

يعد الاعتكاف في رمضان من العبادات العظيمة التي يحرص عليها المسلمون، خاصة في العشر الأواخر من الشهر الكريم، طلبًا للتقرب إلى الله واغتنام فرصة إدراك ليلة القدر، استجابة لنهج النبي محمد ﷺ الذي كان يعتكف فى مسجده بالمدينة المنورة في الليالي الأخيرة من رمضان
والسؤال هنا ما حكم اعتكاف المرأة في رمضان ؟
اعتكاف المرأة في رمضان جائز شرعًا، وهو عبادة عظيمة تتقرّب بها إلى الله، تمامًا كما هو الحال مع الرجال، لكن هناك بعض الشروط والضوابط التي ينبغي مراعاتها:
1. الإذن من الزوج (إن كانت متزوجة): يجب على المرأة المتزوجة أن تستأذن زوجها في الاعتكاف، لأنه من حقه الاستمتاع بها، فإذا أذن لها فلا حرج.
2. الاعتكاف في المسجد: جمهور العلماء يرون أن الاعتكاف لا يصح إلا في المسجد، لقول الله تعالى: “وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ” (البقرة: 187). وعلى المرأة أن تختار مسجدًا آمنًا فيه مكان مخصص للنساء، يحقق لها الراحة والخصوصية.
3. عدم الإضرار بالنفس أو إهمال الواجبات: إذا كان الاعتكاف يؤدي إلى التقصير في حقوق الأسرة أو يتسبب في مشقة بالغة، فيُستحب التوازن بين العبادة والواجبات.
4. الالتزام بالضوابط الشرعية: كالحفاظ على الحجاب، وتجنب الاختلاط غير المشروع، والالتزام بالآداب الإسلامية في الكلام والسلوك.
إذا توافرت هذه الشروط، يكون اعتكاف المرأة في رمضان عبادة مستحبة تُثاب عليها بإذن الله، خاصة في العشر الأواخر طلبًا لليلة القدر.
آداب وسنن الاعتكاف:
1. الإخلاص لله تعالى: يجب أن يُخلص المعتكف نيته لله، فيكون هدفه من الاعتكاف طلب رضا الله، والتقرب إليه، بعيدًا عن الرياء أو طلب المدح.
2. الالتزام بالطاعات: يُستحب الإكثار من الصلاة، وتلاوة القرآن، والذكر، والدعاء، مع الحرص على أداء العبادات في أوقاتها بخشوع وطمأنينة.
3. تجنب اللغو والجدال: يُفضل أن يبتعد المعتكف عن الكلام غير النافع، والنقاشات الحادة، حفاظًا على صفاء روحه، وكي لا تضيع أوقات الاعتكاف في ما لا يفيد.
4. التواضع وحُسن الخُلق: من الآداب المهمة أن يُعامل المعتكف إخوانه المعتكفين بلطف وأدب، وأن يُراعي مشاعرهم، فلا يُزعجهم بصوت مرتفع أو تصرفات تُعكّر صفو العبادة.
5. الاعتناء بالنظافة الشخصية ونظافة المسجد: يُستحب أن يحافظ المعتكف على نظافته الشخصية، وأن يُشارك في الحفاظ على نظافة المكان، لأن المسجد بيت الله، وينبغي أن يُصان من الأذى.
6. الاقتصاد في الطعام والشراب: يُستحب الاعتدال في تناول الطعام والشراب، بحيث لا يُثقل الجسد بما يُعيق عن العبادة، فيكون الأكل وسيلة للتقوي على الطاعة، لا للانشغال بها.
7. عدم الخروج من المسجد إلا لحاجة: من آداب الاعتكاف أن يلتزم المعتكف بالبقاء في المسجد، وألا يخرج إلا للضرورة (مثل قضاء الحاجة أو إحضار طعام)، مع الإسراع في العودة لاغتنام الوقت في الطاعات