عاجل

حرائق سنترال رمسيس: الماس الكهربائي أم سوء الصيانة؟ قراءة في تكرار الحوادث

سنترال رمسيس
سنترال رمسيس

بين الحين والآخر، يعود اسم سنترال رمسيس إلى صدارة الأخبار، لا سيما بعد حرائق مفاجئة تؤثر بشكل مباشر على خدمات الاتصالات في مناطق حيوية بالقاهرة ومحافظات مصر. 

ومع حادث اليوم الذي أسفر عن عطل مفاجئ في شبكة الإنترنت إثر اندلاع حريق داخل السنترال، تتجدد التساؤلات: هل الحريق عرضي؟ أم أن وراءه تكرارًا في الإهمال أو خلل فني مزمن؟

ماس كهربائي.. القاسم المشترك في حوادث الأعوام السابقة

تعود الحرائق السابقة في سنترال رمسيس إلى أسباب عدة، إلا أن الماس الكهربائي كان السبب الأكثر تكرارًا في معظم تلك الحوادث. وفقًا لتقارير الحماية المدنية والشركة المصرية للاتصالات، يمكن تتبع عدد من الحوادث التي وقع فيها الماس الكهربائي كسبب رئيسي:

فبراير 2015: اندلع حريق محدود نتيجة انفجار مولد كهربائي صغير داخل السنترال. تمت السيطرة عليه بسرعة دون وقوع خسائر كبيرة في الأرواح أو تأثير طويل على الخدمة.

بعد أيام من الحادث السابق: حريق آخر اشتعل بسبب كابل كهرباء أرضي، مرة أخرى نتيجة ماس كهربائي أسفل وحدة تبريد.

أغسطس 2006: كان الحادث الأخطر في تاريخ السنترال حين التهمت النيران جزءًا من وحدات التحكم، مما أدى إلى توقف خطوط دولية وخدمات اتصالات. استغرق الحريق أكثر من ساعة للسيطرة عليه بواسطة فرق الإطفاء.

القمامة.. عامل مساعد في إشعال النيران

في مارس 2016، ساهم تراكم المخلفات والقمامة بجوار سنترال رمسيس في إشعال حريق كبير التهم كابل كهرباء رئيسي. أفادت مصادر في الحماية المدنية أن ارتفاع درجة الحرارة مع وجود مواد قابلة للاشتعال كان السبب الرئيس في اشتعال الحريق. وقد أوضح هذا الحادث غياب أعمال النظافة الدورية حول المنشآت الحيوية التي تؤثر بشكل مباشر في تقديم الخدمات العامة.

تأثيرات متكررة على الخدمة والمواطنين

كل حادث من تلك الحوادث تسببت في أثر مباشر على خدمات الاتصالات والإنترنت، وهي من أبرز أركان البنية التحتية لملايين المستخدمين يوميًا:

حريق 2006: تسبب في توقف كبير للشبكة الدولية، مما أثر بشكل ملحوظ على الاتصال بين مصر وبقية الدول.

حادث 2025 (الحالي): تسبب في تعطل شبكات الإنترنت والاتصالات في أنحاء الجمهورية بنسب متفاوتة، وأدى إلى تعطيل الامتحانات الإلكترونية في معاهد دينية وأكاديمية، أبرزها معهد الرعاية التابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

في الحوادث السابقة، شهدت بعض أحياء وسط القاهرة بطءًا شديدًا أو انقطاعًا كليًا في الإنترنت الأرضي والهاتف الثابت، مما أثر على الحياة اليومية للمواطنين.

إجراءات وقائية.. أين تقف الشركة المصرية للاتصالات؟

ورغم مرور أكثر من عقدين على أول حادث كبير داخل سنترال رمسيس، لا تزال الأسئلة قائمة بشأن مدى جاهزية المبنى ونظام الكهرباء الداخلي. في تصريحات سابقة، أكدت الشركة المصرية للاتصالات أنها تطبق معايير السلامة والمراقبة على مدار الساعة، ولكنها لم تُعلن عن خطة شاملة لتطوير البنية التحتية القديمة في المباني الحيوية، لا سيما في وسط القاهرة.

وفي هذا السياق، أكد عدد من خبراء الاتصالات أن استمرار الحوادث رغم قلة عددها يشير إلى ضرورة فحص شامل لشبكة الكهرباء الداخلية. يجب أن تشمل خطط الطوارئ محطات صيانة أكثر كفاءة لتقليل التأثير على الخدمة والمواطنين.

من خلال التسلسل الزمني للحوادث، يتضح أن الماس الكهربائي، والتقادم الفني، وسوء الصيانة الدورية هي العوامل الأكثر تكرارًا في الحوادث الماضية لسنترال رمسيس.

تم نسخ الرابط