النصر يعير «جون دوران» إلى فنربخشة: أرقام لافتة ومستقبل غامض

في خطوة أثارت تساؤلات بين جماهير النصر، أعلن النادي رسميًا إعارة مهاجمه الكولومبي جون دوران إلى فنربخشة التركي لمدة موسم واحد. 

هذا القرار يأتي على الرغم من أن اللاعب لم يُكمل بعد ستة أشهر من انضمامه إلى "العالمي" قادمًا من أستون فيلا الإنجليزي، ما يفتح الباب أمام تحليل شامل لتجربة اللاعب القصيرة والمكثفة في دوري روشن السعودي ودوري أبطال آسيا، لا سيما أنه سجل أرقامًا تهديفية لافتة خلال مشاركاته القليلة.

أرقام لافتة: 12 هدفًا في 18 مباراة

رغم الفترة الوجيزة التي قضاها في صفوف النصر، تمكن جون دوران من ترك بصمة تهديفية واضحة. شارك اللاعب في 18 مباراة عبر جميع المسابقات، ونجح في تسجيل 12 هدفًا. هذا يُعادل متوسطًا تهديفيًا يقترب من هدف واحد كل 1.5 مباراة، وهو معدل يُعد استثنائيًا لمهاجم لم يتأقلم بعد بشكل كامل مع أجواء الدوري السعودي. الجدير بالذكر أن جميع أهدافه جاءت من اللعب المفتوح، حيث لم يسجل أيًا منها من نقطة الجزاء، مما يُعزز من قيمة مساهماته المباشرة وفعاليته في إنهاء الهجمات.

أهداف حاسمة صنعت الانتصارات

لم تكن أهداف دوران مجرد أرقام إحصائية، بل كانت حاسمة ومؤثرة بشكل مباشر في نتائج النصر. فقد ساهمت أهدافه في تحقيق 7 انتصارات مباشرة للفريق في مختلف المسابقات:

5 انتصارات في دوري روشن السعودي، حيث كانت أهدافه نقطة تحول في نتيجة المباراة، مما عكس أهميته في حسم النقاط.

فوزان في دوري أبطال آسيا للنخبة، أحدهما أمام استقلال طهران الإيراني والآخر ضد يوكوهاما مارينوس الياباني. في كلتا المباراتين، تمكن دوران من تسجيل ثنائية، مؤكدًا قدرته على التألق في المباريات القارية الكبرى.

خمس ثنائيات حاسمة.. توقيع ناري

سجل دوران 5 ثنائيات تهديفية خلال مسيرته القصيرة مع النصر، مما يُظهر قدرته على التحول إلى هداف قاتل في اللحظات الحاسمة:

ثنائية ضد الفيحاء.

ثنائية ضد الأهلي، في المباراة التي فاز بها النصر بنتيجة 3-1.

ثنائية ضد الأخدود.

ثنائية ضد استقلال طهران الإيراني في دوري أبطال آسيا.

ثنائية ضد يوكوهاما مارينوس الياباني في دوري أبطال آسيا.

هذه الثنائيات تُبرز تنوع مهاراته التهديفية وقدرته على إنهاء الهجمات بفاعلية في أوقات مختلفة من المباراة.

تحليل فني: تنوع وأسلوب تهديفي مميز

يؤكد التنوع في طرق تسجيل أهداف دوران على تعدد أدواته الهجومية وقدرته على التهديف من مختلف الوضعيات:

6 أهداف بالقدم اليسرى، وهي قدمه القوية.

5 أهداف بالقدم اليمنى.

هدف واحد بالرأس.

هذا التنوع يمنحه ميزة المهاجم المتكامل القادر على التهديف من جميع الزوايا وفي كل الظروف، سواء داخل منطقة الجزاء أو خارجها. كما أن جميع أهدافه جاءت من اللعب المفتوح، مما يُبرهن على حضوره الذهني وقدرته على التمركز الصحيح والتخلص من الرقابة، دون الحاجة للركلات الجزاء أو الكرات الثابتة لصناعة الأثر الهجومي.

الغيابات المؤثرة والمواجهات الكبرى

خلال فترة تواجده، غاب دوران عن مباراة النصر أمام الاتحاد بسبب تراكم البطاقات الصفراء، حيث حصل على 4 بطاقات. على الرغم من ذلك، شارك في مباراتين ضد كبار الدوري السعودي:

ضد الهلال: لم يسجل في هذه المباراة.

ضد الأهلي: قدم أحد أبرز عروضه، حيث سجل هدفين قاد بهما النصر للفوز 3-1، مما أكد قدرته على التألق في المباريات الحاسمة.

على الرغم من هذه الأرقام الملفتة والأداء الجيد، قرر نادي النصر إعارة اللاعب. تشير مصادر داخل النادي إلى أن القرار لا يرتبط بأي قصور فني من جانب اللاعب، بل بأسباب تكتيكية بحتة تتعلق بفلسفة المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي الذي تولى قيادة الفريق مؤخرًا. يُقال إن إنزاجي يُفضل مهاجمين من نوعية مختلفة في منظومته الجماعية، مما يعني أن قرار الإعارة هو جزء من إعادة هيكلة الفريق بما يتناسب مع رؤية المدرب الفنية.

وسينضم دوران إلى فنربخشة التركي تحت قيادة المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو، حيث سيجد نفسه مجددًا بجوار زميله السابق في النصر أندرسون تاليسكا. هذه الخطوة قد تُشكل فرصة لدوران لتطوير مهاراته تحت قيادة أحد أبرز المدربين في العالم، وربما العودة إلى النصر أقوى في المستقبل.

بصمة لا تُمحى ومستقبل واعد

قد يغيب جون دوران عن النصر مؤقتًا، لكن بصمته التهديفية وأرقامه الملفتة لا يمكن أن تُمحى. هو مهاجم شاب، متعدد الأسلحة، ساهم تهديفيًا وفنيًا في مسيرة النصر خلال فترة حرجة. والأهم أنه يرحل وهو في تصاعد، لا هبوط في المستوى، مما يجعل عودته أو إعادة تقييمه أمرًا واردًا في المستقبل القريب، خاصة إذا تطور تحت يد مدرب بحجم مورينيو. هذه الإعارة قد تكون خطوة استراتيجية في مسيرة اللاعب والنادي على حد سواء.