عاجل

أم حبيبة بنت أبي سفيان.. زوجة النبي وصاحبة الهجرة في سبيل الله

أم حبيبة بنت أبي
أم حبيبة بنت أبي سفيان

 أم حبيبة بنت أبي سفيان، واحدة من أمهات المؤمنين وزوجة النبي محمد ﷺ، قصة حياتها تحمل في طياتها دروسًا عظيمة في الإيمان والصبر والتضحية. رغم مكانتها العائلية البارزة كابنة لأحد زعماء قريش، إلا أنها اختارت الإسلام طريقًا، وتحملت في سبيله المشاق والمحن.

من هي أم حبيبة بنت أبي سفيان؟

اسمها رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية القرشية، وتُكنى بـ أم حبيبة نسبةً إلى ابنتها الوحيدة. وُلِدت في مكة المكرمة في بيت من بيوت الشرف والسيادة، حيث كان والدها أبو سفيان من كبار قريش وزعمائهم.

أسلمت أم حبيبة في وقت مبكر من الدعوة الإسلامية، وواجهت الكثير من التحديات بسبب إسلامها، لكنها بقيت ثابتة على دينها، مما جعلها مثالًا يُحتذى به في الثبات على المبادئ.

هجرة أم حبيبة إلى الحبشة: اختبار الإيمان والصبر

عندما اشتد أذى قريش على المسلمين، أذن النبي ﷺ لبعض أصحابه بالهجرة إلى الحبشة. وكانت أم حبيبة وزوجها عبيد الله بن جحش من بين المهاجرين، طلبًا للأمن وحرية العبادة.

لكن هذه الهجرة لم تخلُ من الابتلاءات؛ إذ ارتدّ زوجها عن الإسلام واعتنق النصرانية، وتركها وحيدة في أرض غريبة. رغم هذا الابتلاء العظيم، بقيت أم حبيبة متمسكة بدينها بثبات وإيمان لا يتزعزع.

زواج النبي ﷺ من أم حبيبة: تكريم إلهي لصبرها

علم النبي ﷺ بما عانته أم حبيبة من ابتلاءات في الحبشة، فأراد تكريمها وتعويضها عن محنتها، فخطبها لنفسه وهي في أرض الغربة. أرسل النبي النجاشي ملك الحبشة ليكون وليّه في هذا الزواج المبارك.

كان مهر أم حبيبة أربعمائة دينار، دفعه النجاشي بالنيابة عن النبي ﷺ. وبهذا الزواج، أصبحت أم حبيبة إحدى أمهات المؤمنين، وشرفها الله بأن تكون زوجةً لخير البشر.

عودة أم حبيبة إلى المدينة المنورة

بعد زواجها من النبي ﷺ، عادت أم حبيبة إلى المدينة المنورة حيث عاشت في بيت النبوة مع بقية أمهات المؤمنين. كان لها مكانة خاصة عند النبي ﷺ، وكانت نموذجًا للزوجة الصالحة والصابرة.

وعندما أسلم والدها أبو سفيان لاحقًا، ازداد سرورها بأن أكرمه الله بالإسلام بعد سنوات من العداء للدعوة.

صفات أم حبيبة: الإيمان والصبر والذكاء

تميزت أم حبيبة بصفات عظيمة جعلتها إحدى الشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي:

١.الثبات على الدين: رغم المحن والابتلاءات، لم تتراجع عن إيمانها.

٢.الصبر: صبرت على فقدان زوجها واغترابها في أرض الحبشة.

٣.الذكاء والحكمة: كانت تتمتع بفطنة عالية، وقد ظهر ذلك في تعاملها مع النبي ﷺ والناس من حولها.

مواقف مميزة من حياة أم حبيبة

١.موقفها مع والدها أبي سفيان:

عندما جاء أبو سفيان إلى المدينة محاولًا التوسط لإعادة العهد مع المسلمين قبل فتح مكة، دخل على ابنته أم حبيبة في بيت النبي ﷺ. وحين أراد الجلوس على فراش رسول الله ﷺ، طوته عنه احترامًا لمكانة النبي ﷺ ورفضًا للكفر الذي كان عليه والدها.

٢.روايتها للحديث:

روت أم حبيبة العديد من الأحاديث عن النبي ﷺ، مما يدل على مكانتها العلمية. ومن أشهر الأحاديث التي روتها قول النبي ﷺ:

"من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة، بُني له بيت في الجنة." (رواه مسلم).

وفاة أم حبيبة رضي الله عنها 

توفيت أم حبيبة بنت أبي سفيان في المدينة المنورة عام 44 هـ في عهد معاوية بن أبي سفيان، وقد جاوزت السبعين من عمرها، بعد حياة حافلة بالتضحية والثبات.

الدروس المستفادة من حياة أم حبيبة

١.الثبات على الإيمان: رغم الابتلاءات العظيمة، لم تتراجع عن دينها.

٢.الصبر على المحن: هاجرت وتحملت الغربة والابتلاءات الزوجية.

٣.مكانة المرأة في الإسلام: زواج النبي ﷺ منها تكريم للمرأة المؤمنة الصابرة.

أم حبيبة – نموذج للمرأة المؤمنة الصابرة

تظل أم حبيبة بنت أبي سفيان رمزًا للمرأة المسلمة التي ضحّت من أجل دينها، وصبرت على المحن، وكرمها الله بزواجها من النبي ﷺ. قصتها تلهم كل مسلم ومسلمة بالصبر والثبات على المبادئ مهما كانت التحديات.

تم نسخ الرابط