في اليوم العالمي لبلاد الدهب.. تاريخ وإرث لا ينتهي للنوبة

يحتفي النوبيون في شتى أنحاء العالم بـ يوم النوبة العالمي في السابع من يوليو من كل عام، احتفالًا بثقافتهم العريقة وتاريخهم الضارب في عمق الحضارات، ويعود اختيار هذا اليوم إلى رمزية الرقم 7 في الموروث النوبي، إذ يحظى بمعانٍ ودلالات خاصة في طقوسهم الاجتماعية.

اليوم العالمي للنوبة
تعود فكرة تخصيص يوم عالمي للنوبة إلى عام 2004، حين طرحها الكاتب والباحث النوبي محمد سليمان أحمد، المولود في 19 ديسمبر 1925 في منطقة وادي حلفا دبيرة، السودان، وعُرف محمد سليمان بنشاطه في الشأن النوبي، وشغل منصب الأمين العام للملتقى النوبي الثقافي الاجتماعي، إلى جانب كونه منسقا عاما لفعاليات يوم النوبة العالمي.
جاءت هذه المبادرة بعد رصد مطوّل للفعاليات النوبية التي كانت تُقام في دول مختلفة، تحت مسميات متعددة مثل "اليوم النوبي"، والتي شملت مهرجانات ولقاءات ثقافية وندوات فنية، ورغم النجاح الذي حققته هذه الاحتفالات، فإنها لم تكن تقام في مواعيد ثابتة أو دورية، ما دفع محمد سليمان إلى اقتراح يوم محدد يجمع النوبيين في احتفال سنوي موحّد.
يوم النوبة.. حضور عالمي وانطباعات إنسانية
نجحت فعاليات يوم النوبة العالمي في استقطاب حضور جماهيري واسع، لم يقتصر على النوبيين فحسب، بل جذب المهتمين بالثقافات المتنوعة من مختلف الجنسيات، وقد تحولت هذه المناسبة إلى منصة للتعريف بالتراث النوبي، من موسيقى وأزياء وحرف يدوية وفنون، ولترسيخ الهوية النوبية في الوعي الجمعي، خاصة بين الأجيال الشابة.

ويُعد يوم النوبة العالمي تجسيدا حيا لاعتزاز النوبيين بتاريخهم وإرثهم، ورسالة مفتوحة للعالم تؤكد قيم التسامح، والسلام، والتواصل الحضاري، وبينما يلتقي الرقم 7 بالدلالة الروحية والاجتماعية في هذا اليوم، يظل الاحتفاء مناسبة لتجديد الارتباط بالجذور، ومد جسور المحبة والتقدير بين الشعوب.

رمزية الرقم 7 في الثقافة النوبية
يرتبط الرقم 7 بطقوس متعددة عند النوبيين؛ ففي "السبوع" - احتفال المولود الجديد - يُغسل وجه الطفل سبع مرات بمياه النيل، وتخطو أمه فوقه سبع مرات، كما يُشعل سبع أنواع من البخور لطرد الأرواح الشريرة وجلب البركة، وتتكرر هذه الدلالات في مناسبات أخرى، مثل الزواج والوفاة، حيث تمتد زيارات المقابر إلى سبعة أيام، وتشارك النساء في طقوس تطهير وغسل الوجه في النيل في اليوم السابع.