مصر والهند تتفقان على تعزيز التعاون في نظم الدعم الغذائي الرقمي

في إطار تعزيز التعاون الدولي وتطوير السياسات الاجتماعية المتعلقة بالدعم الغذائي، التقى الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، مع نيذي خاري، السكرتير العام لوزارة شؤون المستهلك وتوزيع الأغذية بجمهورية الهند، وذلك على هامش أعمال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالتجارة والتنمية في جنيف، الذي يُعقد في الفترة من 6 إلى 11 يوليو 2025.
تعزيز التعاون بين مصر والهند في مجال الدعم الغذائي
أكد الدكتور شريف فاروق في بداية اللقاء على اهتمام مصر الكبير بالاستفادة من التجربة الهندية المتميزة في إدارة منظومة توزيع السلع المدعمة، وذلك بالنظر إلى أن الهند تمتلك واحدة من أكبر المنظومات الغذائية على مستوى العالم. وأوضح الوزير المصري أن هذه الزيارة تأتي في وقت بالغ الأهمية، في ظل جهود الحكومة المصرية لتطوير منظومة الدعم الغذائي بما يتماشى مع احتياجات المواطنين ويحقق العدالة الاجتماعية.
تجربة الهند في الاستهداف الذكي للمتلقين
وتمحور الجزء الأكبر من النقاش حول التبادل المشترك للتجارب والخبرات بين البلدين في مجال الاستهداف الذكي لمستحقي الدعم، من خلال استخدام البيانات الدقيقة و النظم الرقمية. وتناول الجانبان سبل بناء قاعدة بيانات موحدة لدعم استهداف المستفيدين الفعليين من الدعم، بما في ذلك استخدام وسائل بيومترية للتحقق من هوية المواطنين.
وقد لفت الطرفان إلى أن هذه الآلية أسهمت بشكل كبير في ترشيد النفقات ومنع حالات الازدواج في الحصول على الدعم.
الرقمنة وإدارة المخزون الاستراتيجي
ناقش اللقاء أيضًا تجربة الهند في رقمنة الدعم الغذائي، بما في ذلك تطوير البطاقات الذكية ونشر نقاط البيع الإلكترونية الموحدة لضمان الشفافية والعدالة في توزيع السلع الأساسية. وتُعتبر هذه النقطة من النقاط المحورية التي تسعى مصر لتطبيقها في إطار مشروع التحول الرقمي الذي تنفذه وزارة التموين بالتعاون مع الجهات المعنية في الدولة.
كما تم تبادل الآراء حول إدارة المخزون الاستراتيجي للسلع، حيث أشاد الجانب المصري بنجاح الهند في إنشاء بنية تحتية ضخمة للمخزون الاستراتيجي من السلع الأساسية، تحت إشراف هيئة حكومية مركزية، مما يضمن استدامة الدعم الغذائي في فترات الأزمات.
التحول من الدعم العيني إلى الدعم النقدي المشروط
فيما يخص تطور السياسات التمويلية، استعرض الجانبان البرامج التجريبية التي نفذتها الحكومة الهندية لتحويل جزء من الدعم العيني إلى دعم نقدي مشروط، وهو ما أتاح مزيدًا من الشفافية و الكفاءة في توزيع الدعم، فضلاً عن تحقيق مستويات أعلى من الفعالية.
وقد أبدى الوزير شريف فاروق اهتمامًا خاصًا بهذا المحور، حيث تسعى وزارة التموين المصرية حاليًا إلى مراجعة السياسات الخاصة بالدعم والعمل على إيجاد بدائل أكثر استدامة.
اتفاق على التعاون المؤسسي المستقبلي
في ختام اللقاء، اتفق الطرفان على ضرورة دراسة سبل التعاون المؤسسي بين وزارتي التموين في البلدين، مع إمكانية توقيع مذكرة تفاهم تتضمن مجالات التعاون في:
الدعم الغذائي الرقمي
إدارة المخزون الاستراتيجي للسلع الأساسية
نظم استهداف المستفيدين من الدعم
التدريب الفني المتبادل
كما رحب الجانب الهندي بترتيب زيارة ميدانية لوفد فني من وزارة التموين المصرية إلى الهند للاطلاع عن كثب على التجربة الهندية في هذا المجال، وهو ما يُعزز من فرص إطلاق مسارات تعاون فني دائم بين البلدين في المستقبل.