عاجل

بارقة أمل هشة في غزة بالتزامن مع مفاوضات الدوحة لوقف إطلاق النار

غزة
غزة

رغم العثرات التي ما زالت تعترض طريق التوصل إلى اتفاق نهائي، فإن مسار مفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل نافذة أمل أمام الفلسطينيين في قطاع غزة، للخروج من دوامة الحرب المستمرة وتخفيف المأساة الإنسانية المتفاقمة.

وعلى مدى الأشهر الأخيرة، تزامن التصعيد العسكري الإسرائيلي مع إغلاق كامل لمعابر القطاع، ومنع دخول المساعدات والمواد الأساسية، وهو ما ضاعف من أزمة الجوع وفاقم الأوضاع الإنسانية، لاسيما في ظل الانهيار المتسارع للقطاعات الخدمية والصحية.

وبعد إعلان حركة حماس أنها قدمت ردًا "إيجابيًا" على المقترح الذي قدمه الوسطاء في ملف التهدئة، عبّر العديد من سكان غزة عن أملهم في أن يُفضي ذلك إلى اتفاق شامل ينهي الحرب ويحول دون سيناريوهات تصعيد جديدة كانت إسرائيل قد ألمحت إليها في حال فشل المساعي السياسية.

غزة
غزة

معاناة يومية وأمل بالانفراجة في غزة

في خيمة متواضعة بمخيم للنازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، يقول المواطن عبدالله جربوع: "نحتاج إلى الاتفاق أكثر من أي وقت مضى، فالأوضاع لم تعد تُحتمل. الحرب تحصد الأرواح يوميًا، والمساعدات تكاد تكون منعدمة".

ويتابع ": "عائلتي تعيش على وجبة واحدة يوميًا تفتقر لأبسط عناصر التغذية، خصوصًا للأطفال. أسعار الطعام أصبحت جنونية، ولا قدرة لنا على تحمّل المزيد".

ويطالب جربوع الوسطاء بممارسة أقصى الضغوط على الأطراف المتفاوضة لإنهاء الحرب، محذرًا من أن البديل سيكون كارثيًا عبر اجتياحات واسعة ومزيد من الدمار.

من جانبها، تقول فاطمة وادي، وهي أم لسبعة أطفال، وتقيم في مخيم نازحين بمدينة دير البلح وسط القطاع: "عشنا كل أهوال الحرب، نزحنا 8 مرات وبعت كل ما أملك لتوفير الحد الأدنى من احتياجات أطفالي".

وتكمل ": "لم نعد نحتمل مزيدًا من الجوع، ولا الحصار الذي يمنع إدخال الدواء والطعام. الوضع في المستشفيات مأساوي، والحصول على العلاج أصبح حلمًا في ظل الضغط الهائل ونقص المستلزمات".

وتطالب وادي بفتح المعابر وإدخال البضائع بشكل منتظم، مشيرة إلى أن الأسعار في الأسواق لا يمكن تحملها، ما يزيد من معاناة العائلات النازحة التي لا تملك الحد الأدنى من المقومات.

خسارات فادحة وقلق من انتكاسة

أما أسامة حمد، الذي فقد منزله في مدينة رفح جنوب القطاع جرّاء القصف الإسرائيلي، فيرى أن "التهدئة المؤقتة لا تُعيد البيوت المهدّمة، لكنها توقف نزيف الدم، وهذا بحد ذاته إنجاز".

ويضيف : "نخشى أن تتكرر تجربة الهدنة السابقة التي أعقبها تجدد للقتال بعد انتهائها. ما نريده هو نهاية شاملة للحرب، تتيح إدخال المساعدات، وتُطلق عملية إعادة الإعمار".

ويؤكد أن الخروج من الأزمة يتطلب حلولًا جذرية، داعيًا "حماس إلى تقديم تنازلات واقعية تمكّن من التوصل إلى بديل مقبول لإدارة شؤون القطاع في مرحلة ما بعد الحرب".

إشكالية اليوم التالي لحرب غزة

وتُصر قوات الاحتلال على أن إنهاء سيطرة حماس على القطاع يعد من الأهداف الجوهرية لحربها الحالية، رافضة أن تكون الحركة جزءًا من أي ترتيبات مستقبلية. في المقابل، تتمسك "حماس" بأن يتم تسليم إدارة غزة لجهة فلسطينية مستقلة يتم التوافق عليها وطنيًا.

وفي ظل استمرار هذا التباين، تبقى آمال سكان القطاع معلقة على قدرة الوسطاء في إحداث اختراق حقيقي يُنهي الحرب التي أنهكتهم، ويضع حدًا للمأساة الإنسانية التي تتعمق يومًا بعد آخر.

تم نسخ الرابط