بريكس.. محسن السلاموني: التكتل يفتح الطريق لعالم متعدد الأقطاب ويقوّض النفوذ

في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها النظام المالي العالمي، أكد الدكتور محسن السلاموني، أستاذ الاقتصاد بجامعة لندن، أن تجمع "بريكس" بات يمثل أكبر تهديد حقيقي لهيمنة الدولار الأمريكي، وللقبضة التقليدية التي تمارسها الولايات المتحدة على المؤسسات الاقتصادية الدولية، مشيرًا إلى أن السياسات التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تُسهم في تسريع هذا التغير.
ترامب و"الاستعمار الاقتصادي"
وفي مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، وصف محسن السلاموني سياسات ترامب الاقتصادية بأنها نوع من "الاستعمار الاقتصادي"، موضحًا أن اللجوء إلى فرض التعريفات الجمركية على الدول، خاصة الأوروبية، لم يعد وسيلة فعالة للسيطرة على الأسواق أو فرض الهيمنة الأمريكية.
وقال محسن السلاموني إن العالم يتجه بقوة نحو نظام تعددية قطبية، لم تعد فيه واشنطن قادرة على فرض إرادتها الاقتصادية منفردة.
تحركات "بريكس"
وأشار محسن السلاموني إلى تصريحات الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، والتي دعا خلالها إلى تمثيل ما لا يقل عن 25% من دول "بريكس" داخل صندوق النقد الدولي، معتبرًا أن هذه الخطوة تُعد تحديًا مباشرًا للنفوذ السياسي الغربي داخل هذه المؤسسة.
وأضاف محسن السلاموني أن صندوق النقد تحول من مؤسسة داعمة للتنمية، إلى أداة للضغط السياسي والاقتصادي، تُستخدم لإملاء السياسات على الدول النامية، مما يستدعي إعادة هيكلة دوره.
انضمام مصر والخليج
كما سلط محسن السلاموني الضوء على التوسعات الأخيرة داخل تكتل بريكس، والتي شملت دولًا ذات ثقل إقليمي مثل مصر والسعودية والإمارات وإيران، مؤكدًا أن هذه الانضمامات تُعزز من الزخم السياسي والاقتصادي للتكتل، وتمنحه قدرة أكبر على مواجهة النفوذ الغربي، وخلق توازن في النظام المالي العالمي.
وفيما يخص التوجه المتزايد نحو الاعتماد على العملات المحلية في المبادلات التجارية داخل التكتل، شدد محسن السلاموني على أن هذه الخطوة تمثل استراتيجية فعّالة لتقليص الاعتماد على الدولار.

بداية نظام عالمي جديد
ولفت محسن السلاموني إلى أن التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية قد تصل إلى 100% على الدول التي تتجه لهذا المسار لن تؤدي إلى النتيجة المرجوة، بل ستكون وبالًا على الاقتصاد الأمريكي نفسه من خلال رفع معدلات التضخم وزيادة الأسعار داخليًا.
وفي ختام تصريحاته، أكد محسن السلاموني أن ما نشهده اليوم من صعود "بريكس"، ومحاولاته لتغيير قواعد اللعبة الاقتصادية، هو بداية لنظام عالمي جديد أكثر عدالة وتوازنًا، تتحرر فيه الدول النامية من التبعية المالية والسياسية، ويُعاد فيه توزيع النفوذ الدولي بما يعكس التحولات الحقيقية في موازين القوى.