أحمد عمر هاشم: السيدة خديجة أول من أدرك مكانة النبي وأيقنت بعظمته (فيديو)

أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها كانت أول من أدرك مكانة النبي محمد ﷺ بعد نزول الوحي عليه، مشيرًا إلى أنها استقبلت الحدث العظيم بطمأنينة وثقة، وواجهت مخاوفه بحكمة ويقين، قائلةً له: "كلا والله لا يخزيك الله أبدًا".
ثقة السيدة خديجة
وأوضح الدكتور أحمد عمر هاشم، خلال حلقة برنامج "بيوت النبي"، المذاع على قناة الناس، أن السيدة خديجة لم تكتفِ بمجرد تهدئة النبي ﷺ، بل أقسمت على كلامها، مستدلةً بأخلاقه العظيمة وسيرته النقية.
فقد عددت صفاته قائلة: "إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق"، مشيرًا إلى أن هذه الكلمات لم تكن مجرد مدح، وإنما تعبير صادق عن حياة النبي ﷺ قبل البعثة، والتي اتسمت بالعدل، والكرم، والرحمة، والإحسان.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أن العلماء استنبطوا من هذا الحديث قاعدة عظيمة، وهي أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، أي أن الأعمال الصالحة والخيرية تحمي الإنسان من المواقف العصيبة والمحن، وتجلب له الطمأنينة والحفظ الإلهي.
فضل صلة الرحم
وأشار الدكتور أحمد عمر هاشم إلى أن الصفات التي ذكرتها السيدة خديجة رضي الله عنها في النبي ﷺ هي أصول أخلاقية عظيمة، تجعل الإنسان في أمان دائم في الدنيا والآخرة.
فقد أكدت الأحاديث النبوية أن صلة الرحم من أسباب طول العمر وعمارة الديار، كما أن إكرام الضيف هو أحد علامات الإيمان الصادق، في حين أن إعانة المحتاج تعكس تطبيقًا عمليًا لأمر الله بالتعاون على البر والتقوى.
وأكد أن هذه القيم الإسلامية تشكل أساسًا لبناء مجتمع متماسك يقوم على المحبة والتعاون والإحسان، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ كان نموذجًا يُحتذى به في هذه الصفات، ليس فقط قبل البعثة ولكن طوال حياته.
نموذج للمرأة الحكيمة
وأوضح الدكتور أحمد عمر هاشم أن السيدة خديجة رضي الله عنها لم تكن مجرد زوجة للنبي ﷺ، بل كانت شريكته في الدعوة، وسنده في أصعب اللحظات. فقد كانت أول من آمن به وصدقه، ووقفت بجانبه في مرحلة نزول الوحي، مسخرةً كل إمكانياتها لدعمه ونشر رسالته.
وأشار إلى أن موقف السيدة خديجة هذا يعكس مكانتها العظيمة في الإسلام، حيث كانت مثالًا للمرأة الصالحة المؤمنة، التي تمتلك من الحكمة والعقل ما يجعلها داعمًا قويًا لرسالة الحق. وقد بقيت مكانتها محفوظة في قلب النبي ﷺ حتى بعد وفاتها، حيث كان يذكرها دائمًا بالخير، ويثني على فضلها.

رسالة أخلاقية وإنسانية
وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم أن هذا الموقف التاريخي يُقدم درسًا عظيمًا لكل مسلم، بضرورة التحلي بالأخلاق الفاضلة التي دعا إليها الإسلام، مثل صلة الرحم، والكرم، ومساعدة الآخرين، مشيرًا إلى أن هذه القيم ليست فقط سببًا لنيل محبة الناس، ولكنها أيضًا سبيل لنيل رضا الله وحفظه لعباده.
وأضاف أن المجتمعات التي تقوم على هذه المبادئ تصبح أكثر استقرارًا وتماسكًا، داعيًا الجميع إلى الاقتداء بالنبي ﷺ والسيدة خديجة رضي الله عنها في التحلي بهذه الأخلاق النبيلة، والعمل على نشرها في الحياة اليومية.