حرب البقاء السياسي لنتنياهو تدفع غزة إلى كارثة إنسانية مستمرة

أكد الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأ يغير في خطابه بشكل واضح، حيث بات يضع ملف عودة الأسرى على رأس أولوياته، متبوعًا بسعيه لتفكيك حركة حماس وإنهاء حكمها في قطاع غزة.
وسيلة بقاء
وخلال مداخلة له على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أوضح عبد العاطي أن نتنياهو، سياسيًا، يدرك أن حركة حماس قبلت المقاربة المصرية الأخيرة المتعلقة بخطة الإعمار التي ترسم إطارًا للحوكمة في القطاع، إلا أن المعضلة تكمن في موقف نتنياهو نفسه الذي يراهن على الحرب كوسيلة لضمان بقاء حكومته السياسية.
وأشار عبد العاطي إلى أن نتنياهو يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية، مستفيدًا من رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تضمنت الضغط على السلطات القضائية الإسرائيلية لوقف ملاحقته القانونية، مما ساهم في دفع الأطراف نحو التوجه إلى هدنة مؤقتة.
وفي تعليق مؤثر، وصف رئيس الهيئة الدولية الوضع في غزة بأنه "إبادة جماعية مستمرة" منذ 642 يومًا، حيث تجاوز عدد الشهداء 75 ألفًا، فيما تجاوز عدد الجرحى 136 ألفًا، إلى جانب الدمار الشامل في البنية التحتية للقطاع، مما يضع السكان المدنيين في وضع كارثي على كافة المستويات الإنسانية والاجتماعية.
تعميم الإبادة الجماعية
وفي وقت سابق، قال الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، إن ما تقوم به إسرائيل من تصعيد عسكري ممنهج في قطاع غزة لا يهدف فقط إلى القتل أو الردع، بل هو جزء من مخطط أوسع لتعميم الإبادة الجماعية وتحويل القطاع إلى منطقة غير صالحة للحياة.
النزوح القسري
وأكد عبد العاطي، خلال مداخلة على قناة إكسترا نيوز، أن السياسات الإسرائيلية تشمل استهداف المدنيين في بيوتهم، وفي خيام النزوح، وأمام مراكز توزيع المساعدات، وخاصة عند منافذ المساعدات الأمريكية، إلى جانب بث الفوضى داخل القطاع كأداة من أدوات الحرب النفسية، وضمن ما يسمى بخطة «عربات جدعون» التي تنفذها قوات الاحتلال.
وحذّر من أن هذه السياسات دفعت المدنيين الفلسطينيين إلى النزوح القسري نحو مناطق تضيق يومًا بعد يوم، مشيرًا إلى أن أكثر من 80% من سكان غزة أصبحوا محصورين في أقل من 18% من مساحة القطاع، في مشهد إنساني بالغ القسوة، ويفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة.
وحول آفاق الحل، أشار «عبد العاطي» إلى أن هناك حاليًا مجموعة من السيناريوهات المطروحة، أبرزها نجاح جهود الوسطاء الدوليين في التوصل إلى اتفاق تهدئة جزئي، وهو الاتفاق الذي كان يجري الحديث عنه مؤخرًا، والذي يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، تتخلله مفاوضات جادة لبحث وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء العدوان.