مشاهدة التلفزيون والوحدة في سن التقاعد.. دراسة تكشف مفاجآت عن كبار السن!

هل تعتبر مشاهدة التلفزيون وسيلة ترفيه أم تعويض عن الوحدة؟ سؤال طرحته دراسة أمريكية حديثة على كبار السن، لتكشف العلاقة المعقدة بين الجلوس لساعات أمام الشاشة، والشعور بالوحدة، وقلة الحركة.

وفي هذا التقرير، نأخذك في جولة داخل نتائج الدراسة، ونوضح كيف يمكن أن تؤثر عادات المشاهدة اليومية على الصحة النفسية والجسدية في مرحلة الشيخوخة.

التلفزيون.. الرفيق الصامت لأغلب كبار السن

تُعد مشاهدة التلفزيون النشاط الترفيهي الأكثر شيوعًا بين كبار السن، حيث يقضي الأشخاص الذين تجاوزوا الـ65 عامًا نحو 6 إلى 7 ساعات يوميًا أمام الشاشة، أي ما يعادل 37% من وقت اليقظة. الدراسة أوضحت أن هذا السلوك يظهر بشكل أكبر لدى من يعيشون بمفردهم، حيث يلجؤون للتلفزيون كوسيلة لتعويض غياب التفاعل الاجتماعي.

الوحدة تدفعك للشاشة.. ولكنها لا تملأ الفراغ

أظهرت النتائج أن مشاهدة التلفزيون أثناء الشعور بالوحدة لا تُقلل هذا الإحساس، بل قد تزيده. فمن يعيشون وحدهم أبلغوا عن شعور أعلى بالوحدة خلال فترات المشاهدة، مقارنة بمن يعيشون مع شركاء حياة أو أفراد من الأسرة. في المقابل، من يتشاركون المشاهدة مع شريك أو صديق قد يجدون في التلفزيون نشاطًا اجتماعيًا مشتركًا يساهم في تعزيز الروابط.

قلة الحركة والمخاطر الصحية المصاحبة
الدراسة استخدمت أجهزة لقياس النشاط البدني (accelerometers) لتحديد مدى ارتباط مشاهدة التلفزيون بالخمول البدني. النتيجة؟ كلما زادت ساعات المشاهدة، قلّت الحركة الجسدية وزاد وقت الجلوس، مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية مثل ارتفاع ضغط الدم، السمنة، وحتى تدهور الحالة الذهنية.

هل يُمكن أن يكون التلفزيون "شريكًا اجتماعيًا"؟
البعض يرى في التلفزيون وسيلة لتعويض غياب العلاقات الاجتماعية، وهو ما تُطلق عليه الدراسة "الرابط الزائف" أو Pseudosocial tie. لكن الباحثين حذروا من أن هذا التعويض غير كافٍ نفسيًا، بل قد يعزز مشاعر العزلة على المدى الطويل، خاصة إذا لم يقترن بأنشطة اجتماعية واقعية.

نظرة مختلفة عند مشاهدة التلفزيون مع شريك
في المقابل، وجدت الدراسة أن مشاهدة التلفزيون مع الزوج أو الزوجة يمكن أن تكون وسيلة لتعزيز التفاعل والتقارب. فقد أظهرت أبحاث سابقة أن التلفزيون المشترك قد يُستخدم كأداة لبناء الحميمية أو حتى ملء الصمت بين الأزواج في علاقات طويلة الأمد.
رسالة للمهتمين بالصحة النفسية لكبار السن
تؤكد الدراسة أهمية الانتباه للسياق الاجتماعي وراء عادات مشاهدة التلفزيون. فبينما قد يبدو الأمر ترفيهيًا، فإن تكرار المشاهدة دون تفاعل اجتماعي قد يُشير إلى وجود وحدة أو قلة نشاط يجب الانتباه لها. كما تدعو الباحثين لتوسيع الدراسات لتشمل تأثير أنواع المحتوى التلفزيوني، ومدى ارتباطه بالمزاج والنشاط الذهني.