نائب رئيس جامعة الأزهر في لقاء متجدد مع تفسير الإمام القرطبي

احتضن المسجد الجامع البقلي بمحافظة أسيوط أمسيةً فريدةً امتزج فيها عبق التفسير بضياء الفهم الأزهري الأصيل، ضمن سلسلة الكراسي العلمية التي أطلقتها وزارة الأوقاف المصرية لإحياء بهاء المجالس العلمية في بيوت الله.
نائب رئيس جامعة الأزهر في لقاء متجدد مع تفسير الإمام القرطبي
تلك الليلة، التي وافقت مساء االأحد السادس من يوليو لعام 2025م، شهدت حضورًا بهيًّا اجتمع فيه العلماء، وطلاب العلم، وروّاد المسجد، على مائدة القرآن الكريم، ينهلون من معين تفسير سورة المائدة، مستضيئين بقبسات الإمام القرطبي ودرره التي دوّنها في سفره الخالد: "الجامع لأحكام القرآن".
وقد أضاء المجلس بحضوره الكريم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد المالك مصطفى، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، الذي تصدّر الجلسة متوشّحًا بثوب العلماء، سابحًا بالحاضرين في بحور التفسير، يغوص في أعماق النص القرآني، ويكشف عن كنوزه، بأسلوب يجمع بين دقة الأزهريين، ودفء العالم المربّي، وحكمة المتأمّل في كتاب الله.
رافقه في هذا المجلس الماتع فضيلة الدكتور علي عبد المعطي، إمام وخطيب المسجد الجامع البقلي، الذي كان له دور بارز في تيسير الحوار، وتوضيح المسائل، وربط الجمهور بجوهر الآيات بعيدًا عن التعقيد، في لقاء ساده الوقار وأشرق فيه النور.
وتأتي هذه المجالس العلمية المباركة في إطار رؤية وزارة الأوقاف المصرية، وبتوجيهات معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بأسيوط، لتعيد للمساجد دورها الأصيل منبرًا للعلم والوعي، وحصنًا منيعًا في وجه تيارات الجهل والتطرف.
وقد عبّر الدكتور محمد عبد المالك في كلمته عن عميق سعادته بهذه اللقاءات، مؤكدًا أن أعذب المجالس وأحبها إلى قلبه، هي تلك التي تنعقد في بيوت الله، متشبّهين برسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي جعل المسجد مركز إشعاع للعلم والإيمان.
ولم يكن مجلس التفسير هذا حدثًا عابرًا، بل هو جزء من سلسلة "كرسي التفسير"، التي تُعقد أسبوعيًا عقب صلاة العشاء في رحاب المساجد الكبرى بمختلف المحافظات، لتكون منارة تهدي الحائرين، ومنبرًا يُعيد الاعتبار لأمهات كتب التفسير، وعلى رأسها تفسير الإمام القرطبي، في معالجة القضايا الدينية والفكرية بأسلوب وسطي متزن، يراعي واقع الناس، ويوقظ فيهم روح الإيمان والفهم الرشيد.
هي مجالسُ لا تُحيي فقط عقول الحاضرين… بل تُنيرُ القلوب… وتُعيد للمساجد ألقها الأزلي كمحراب للعلم والوعي والنور.