عاطف مغاوري: أزمة الإيجارات ليست مباراة فائز وخاسر بل علاقة اجتماعية وطنية

في تصريحات هامة تسلط الضوء على أبعاد الأزمة المتصاعدة بين الملاك والمستأجرين، أكد النائب عاطف مغاوري، عضو اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع، أن العلاقة بين الطرفين يجب ألا تُختزل في صراع ثنائي بين "فائز وخاسر"، بل هي علاقة إنسانية ذات طابع اجتماعي ووطني تمس حياة ملايين المواطنين وتؤثر على نسيج المجتمع المصري.
علاقة اجتماعية لا ساحة للصراع
قال عاطف مغاوري خلال حواره في برنامج "أهل مصر" على قناة "أزهري"، إن أزمة الإيجارات القديمة تحوّلت في بعض الخطابات إلى معركة صفرية، وهو أمر يهدد الاستقرار المجتمعي ويزرع مشاعر العداء بين الطرفين، مضيفًا: "العلاقة بين المالك والمستأجر ليست مباراة كرة قدم ولا صراع أهلي وزمالك، بل علاقة يجب أن تُبنى على التفاهم والتراحم لا على الكيد والتناحر".
وأشار عاطف مغاوري إلى أن بعض ممثلي الملاك استخدموا تعبيرات غير موفقة مثل "المعركة بين فائز وخاسر"، وهي تصريحات تُعمّق من الأزمة وتغذي مشاعر الاحتقان، مطالبًا الإعلام والشخصيات العامة بالتحلي بالمسؤولية في تناول هذه القضية.
قضية الإيجارات
وأوضح عاطف مغاوري أن تفجير قضية الإيجارات قد تم بشكل إعلامي مثير، ما أدى إلى تدهور العلاقات الاجتماعية بين الطرفين، قائلاً: "أصبح من المألوف ألا يحيي المالك والمستأجر بعضهما البعض في السلالم، أو يتجنبان اللقاء في المناسبات، وظهرت ألفاظ مشحونة وتراشق لفظي على مواقع التواصل، وهو ما يعكس حجم الشروخ الاجتماعية الناتجة عن هذا الخطاب المتشنج".
وأكد عاطف مغاوري أن ما يحدث من استقطاب حاد حول ملف الإيجارات يمثل خطرًا على استقرار المجتمع، داعيًا إلى نقاش متزن يراعي جميع الأطراف دون أن يُقصي أحدًا أو يُحمّل طرفًا واحدًا مسؤولية المشكلة.
العقود تقوم على التراضي
أوضح عاطف مغاوري أن العلاقة التعاقدية تقوم على مبدأ التراضي والاتفاق، ولا يمكن لأي جهة أن تُجبر المالك على تأجير وحدته، مؤكدًا أن بعض الملاك فضّلوا ترك الوحدات مغلقة تفاديًا لدخول علاقة إيجارية طويلة الأجل قد تُقيد حريتهم في إدارة ممتلكاتهم.
وأضاف عاطف مغاوري: "من اختار التضحية بالعائد الإيجاري وترك الوحدة مغلقة فهذا حقه، لكن في المقابل هناك مالكون حصلوا سابقًا على خلو رجل ومبالغ إيجارية مجزية، وبالتالي لا يمكن الحديث عن تعميم المطالب دون مراعاة عدالة الموقف وظروف كل حالة على حدة".
دعوة لتهدئة الخطاب
دعا عاطف مغاوري في ختام حديثه إلى تهدئة الخطاب الإعلامي والشعبي بشأن القضية، وتغليب لغة الحوار والعقل، مشيرًا إلى أن الحل لا يكون بالمغالبة وإنما عبر تشريعات عادلة تراعي حقوق الطرفين وتمنع الظلم، وتحافظ في الوقت ذاته على الاستقرار الاجتماعي والسكينة بين الجيران.
وشدد عاطف مغاوري على أن قضية الإيجارات القديمة لا تحتمل المزايدة أو الإثارة، بل تتطلب نقاشًا هادئًا وتدريجيًا يعكس روح القانون ويحمي النسيج المجتمعي المصري من التمزق.

بين الحقوق والواجبات
بهذه الرؤية المتزنة، يؤكد النائب عاطف مغاوري أهمية الموازنة بين الحقوق والواجبات، والدعوة إلى نقاش مجتمعي هادف بعيدًا عن الاستقطاب الحاد، من أجل الوصول إلى حلول تراعي مصالح الجميع وتحفظ وحدة المجتمع المصري.