عاجل

رغم الادعاءات الإسرائيلية.. "عربات جدعون" تكشف فشلًا استراتيجيًا في غزة

عملية عربات جدعون
عملية عربات جدعون

بينما تواصل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ترويج انتصاراتها على الورق، تتكشف في العمق صورة أكثر قتامة لمجريات الأمور داخل قطاع غزة، حيث باتت عملية "عربات جدعون"، التي أُطلقت بزخم عسكري واسع، رمزًا لإخفاق استراتيجي وصفه ضباط إسرائيليون بـ"المدوِّي".

بدء عملية عربات جدعون العسكرية في غزة

عادت الحرب على قطاع غزة في 18 مارس، لتبدأ العملية بمشاركة عشرات آلاف الجنود، حيث كان الهدف منها إجبار حركة حماس على الاستسلام وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

وعلى الرغم من مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه سيطر على نحو 65% من مساحة القطاع، فإن شهادات عسكريين ومحللين بارزين تكشف واقعًا مختلفًا.

شهادات عسكرية إسرائيلية

آفي أشكنازي، المحلل العسكري والناطق السابق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أكد أن العملية فشلت فشلا ذريعاً، مشددا على أن ما تحقق لا يرقى إلى أي نصر، لا ميدانيًا ولا استراتيجيًا.


وقال أشكنازي في تصريحات صحفية أن الجيش حقق نجاحًا في الهجوم على إيران على المستويين التكتيكي والاستراتيجي، لكن الوضع في قطاع غزة مختلف تمامًا، موضحًا أن إسرائيل لم تتجاوز بعد فشلها الكبير في 7 أكتوبر 2023، والنهج القائم على استخدام المزيد من القوة كلما فشلت القوة، أثبت عدم جدواه.

وأشار إلى أن عملية عربات جدعون بدأت بعد خرق وقف إطلاق النار من قِبل إسرائيل فجر 18 مارس، وسرعان ما تطورت إلى حملة عسكرية كبرى شارك فيها الاحتياط والتشكيلات النظامية، لكن نتائجها جاءت دون الطموحات المعلنة.

خسائر فادحة وأهداف غير محققة

خلال أسابيع العملية، قُتل 34 جنديًا وموظفًا في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وأُصيب العشرات. ورغم زخم المشاركة، يرى أشكنازي أن العملية لم تحقق أهدافها، مضيفًا: "كانت الأهداف أقرب إلى الأماني منها إلى الواقع العسكري".

كما حذّر من تداعيات الفشل على المفاوضات بشأن الرهائن، قائلاً: "إسرائيل ستكون في مأزق إذا قُبلت تحفظات حماس، لأنها ستفقد أوراق ضغطها في المراحل التالية من الصفقة".

ودعا إلى تبني نهج مغاير يشمل انسحابًا إسرائيليًا من غالبية أراضي غزة، وإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة لضبط أي تعاظم لقوة حماس، إلى جانب تصفية قادة الحركة.

انتقادات داخلية لرئيس الأركان

لم تتوقف الانتقادات عند المحللين، بل طالت القيادات العسكرية العلي، ففي مقابلة نشرتها صحيفة إسرائيلية، وجّه العميد الاحتياطي إيريز وينر انتقادات لرئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، معتبرًا أن النهج الذي اتبعه لم يكن حاسمًا، ولم يُطبق الخطة التي أُعدت مسبقًا لفصل حماس عن السكان، والسيطرة على المساعدات، وتمهيد الأرض لتنفيذ خطة "الهجرة المنظمة"، مؤكدًا أن العملية وضعت حياة الرهائن المحتجزين في خطر، رغم تأكيدات الجهات الرسمية بعكس ذلك.


ثقافة تزييف الواقع

بينما ذهب اللواء المتقاعد إسحاق بريك، القائد الأسبق للكليات العسكرية، إلى أبعد من ذلك في انتقاداته، متهماً الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي بتضليل الرأي العام. 
وكتب إسحق بريك في صحيفة "معاريف" العبرية: "تحول مكتب المتحدث إلى أداة ترويجية لتضخيم قدرات جيش الاحتلال وخلق وهم القوة، بعيدًا عن الواقع الكئيب في الميدان".

وأضاف: "ما يُبث في الإعلام لا يمتّ للحقيقة بصلة، فالقادة والجنود الذين أتحدث إليهم يقولون إنهم بالكاد يواجهون عناصر حماس وجهًا لوجه، ويُستهدفون بالعبوات والصواريخ من فتحات أنفاق سرعان ما يختفي منها المسلحون".

وأشار بريك إلى أن ما يُروج من نجاحات لا يعكس ما يحدث فعليًا، حيث استعادت حماس كثيرًا من قدراتها، بينما جيش الكيان الصهيوني عالق في حرب استنزاف بلا أفق واضح في قطاع غزة

تم نسخ الرابط