عاجل

«نحو طرق أكثر أمانًا».. حملات توعية وتشديد رقابة لمواجهة حوادث النقل الثقيل

حادث الإقليمي
حادث الإقليمي

شهدت مصر في الآونة الأخيرة طفرة كبيرة في منظومة المرور تهدف إلى تقليل الحوادث وتحقيق أعلى مستويات السلامة على الطرق، رغم تلك الجهود الكبيرة والتطوير المستمر في البنية التحتية، تبقى المشكلة الأكبر التي تواجه المنظومة هي "العامل البشري". 

حيث تعد أخطاء السائقين وتجاوزاتهم للمخالفات المرورية من أبرز الأسباب التي تقف وراء معظم الحوادث، خاصة تلك التي تحدث بسبب سيارات النقل الثقيل التي تمثل تهديدًا حقيقيًا لمستخدمي الطريق، ما يجعل الحاجة لتطوير النظام المروري وإدخال التكنولوجيا في مراقبة الحركة أمرًا ضروريًا.

حوادث النقل الثقيل وتأثيرها على السلامة المرورية

من بين أكثر الحوادث التي تعكر صفو السلامة المرورية في مصر هي الحوادث المتعلقة بسيارات النقل الثقيل، خاصة عندما يقوم السائقون بتجاوز السرعات القانونية أو تحميل المركبات بحمولات زائدة بشكل غير آمن.

حادث الطريق الإقليمي في المنوفية

ومن أبرز الأمثلة على ذلك الحادث المروع الذي وقع على الطريق الإقليمي في المنوفية، والذي أسفر عن مصرع ١٨ فتاة وسائق الميكروباص الذي كانوا بداخلها، نتيجة للسلوك الخاطئ لأحد سائقي سيارات النقل الثقيل.

تعد "تجاوز السرعة" من أكثر الأسباب شيوعًا للحوادث المرتبطة بسيارات النقل الثقيل، حيث يلاحظ أن بعض السائقين لا يلتزمون بالسرعات المحددة على الطرق السريعة، هذا بالإضافة إلى بعض السلوكيات الخاطئة الأخرى مثل القيادة لمسافات طويلة دون فترات راحة، مما يؤدي إلى إرهاق السائقين وضعف تركيزهم، ويزيد من احتمالية وقوع الحوادث.

الرأي القانوني وإجراءات التصدي للمخالفات

ووفقًا لقانون المرور المصري رقم 66 لسنة 1973 وتعديلاته، فإن تجاوز السرعة المحددة يعتبر مخالفة مرورية جسيمة يعاقب عليها بالغرامات المالية وسحب الرخصة، وقد تصل العقوبة إلى الحبس في حال تسببت المخالفة في حدوث وفيات أو إصابات خطيرة. 

كما ينص القانون على ضرورة تأمين الحمولة وعدم تحميلها بشكل زائد، حيث يعد ذلك إهمالًا يعرض حياة المواطنين للخطر، ويجب على سائقي سيارات النقل الثقيل الالتزام بالمسارات المخصصة لهم وتجنب استخدام الحارات السريعة، وهو ما يظهر في الواقع بشكل غير كافٍ، ما يتطلب زيادة الرقابة والوعي لدى السائقين.

خطوات تطوير السلامة المرورية وتخفيف الزحام

في إطار جهود الدولة لتطوير البنية التحتية، أعلنت الإدارة العامة للمرور عن تنفيذ تحويلات مرورية على الطريق الدائري الإقليمي بهدف تحسين كفاءة السلامة المرورية. ومع تزايد حركة النقل الثقيل، تعتبر هذه التحويلات خطوة هامة لضمان سلامة المواطنين، حيث سيتم إغلاق بعض الأجزاء من الطريق بشكل جزئي بدءًا من اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025، مع تحديد مسارات بديلة وتوفير خدمات مرورية فعّالة لضمان انسيابية الحركة.

زيادة التوعية والتكنولوجيا كحلول لمشكلة النقل الثقيل

يتطلب الحد من الحوادث الناتجة عن سيارات النقل الثقيل تكثيف حملات التوعية لسائقي هذه المركبات، التركيز يجب أن يكون على أهمية الالتزام بالسرعة المحددة وتأمين الحمولة بشكل جيد، وفي هذا السياق، يجب أن يتم استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الرادارات الذكية لمراقبة السرعة والتحقق من عدم تجاوز السرعة المحددة.

كما ينبغي الاهتمام بتطوير برامج تدريب وتأهيل لسائقي النقل الثقيل، بحيث يتمكن السائقون من فهم المخاطر المرتبطة بالقيادة المتهورة وأنواع المخالفات القانونية التي قد يتعرضون لها، مما يعزز ثقافة القيادة الآمنة ويحسن من مستوى السلامة المرورية بشكل عام.

إن ما تشهده مصر من خطوات تطويرية في المنظومة المرورية يعكس رؤية واضحة لتحسين السلامة على الطرق وتقليل الحوادث، على الرغم من ذلك، يبقى العامل البشري هو المسبب الرئيسى في العديد من الحوادث، ما يتطلب تكثيف الجهود في توعية السائقين وتطوير استخدام التكنولوجيا الحديثة لمراقبة سلوكهم.

تم نسخ الرابط