«قصة جريمة المعصرة».. قتل عمه وجلس بجوار الجثة مذهولًا

في الساعات الأولى من الصباح، وقبل أن تستيقظ شوارع المعصرة على ضجيجها المعتاد، خيّم صمت ثقيل فوق أحد العقارات السكنية، قبل أن يقطعه صوت صراخ مفزع استغاث به الجيران.
كان المشهد بالداخل مأساويًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى: رجل خمسيني غارق في دمائه، مطعونًا بسكين، وبجواره شاب في حالة من الذهول، لا يصرخ، لا يتحرك، فقط ينظر إلى الجثة كما لو أنه لا يصدق ما فعل.
«قصة جريمة المعصرة»
القاتل لم يهرب، لم يُخفِ سلاحه، ولم يحاول حتى الاتصال بأي شخص، فقط جلس، وعيناه متصلبتان نحو جسد عمه الذي كان يومًا أقرب الناس إليه.
فور تلقي البلاغ، تحركت قوة من قسم شرطة المعصرة إلى موقع الحادث، ليكتشفوا واحدة من أكثر الجرائم غرابة، القاتل شاب في منتصف العقد الثالث، يسكن مع عمه منذ فترة بعد وفاة والديه. وعلى الرغم من الخلافات التي كانت تظهر بين الحين والآخر، لم يتوقع أحد أن تنتهي العلاقة بهذه الطريقة الدموية.
التحريات الأولية كشفت عن وجود اضطرابات نفسية مزمنة يعاني منها المتهم، خضع بسببها للعلاج أكثر من مرة، لكنه لم يلتزم بخطط العلاج لفترات طويلة. وقد أرجعت مصادر أمنية أن التدهور الأخير في حالته قد يكون دافعًا رئيسيًا وراء ارتكابه للجريمة.
شاب ينهي حياة عمه بالمعصرة
الجيران الذين عرفوا المتهم منذ طفولته، تحدثوا عن تغيرات حادة طرأت عليه مؤخرًا. "كان منطويًا بشكل غير معتاد.. لا يتحدث مع أحد، ولا يرد حتى على التحية"، قال أحدهم، بينما أشار آخر إلى أنه كان يخرج أحيانًا في منتصف الليل دون وجهة واضحة، ويعود بعدها متوترًا وصامتًا.
مديرية أمن القاهرة، أمرت بفتح تحقيق شامل، بينما باشرت النيابة العامة مهامها، وقررت انتداب الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة، كما أمرت بعرض المتهم على لجنة نفسية لتقييم حالته العقلية وقت ارتكاب الجريمة.
حتى الآن، لا تزال دوافع الجريمة الحقيقية غامضة، لكن المؤكد أن مأساة المعصرة لم تكن مجرد جريمة عائلية عابرة، بل صرخة مدوية في وجه الإهمال النفسي والصمت عن المعاناة التي لا تُرى.