عاجل

الموت كان أسرع من البشر.. «محمد» احتمى بغرفته من النيران فقتله الدخان

حريق
حريق

في أحد شوارع دار السلام المزدحمة، وتحديدًا داخل عقار بسيط مكوّن من خمسة طوابق، تحولت لحظات الحياة اليومية إلى كابوس مأساوي لا يُنسى، بعدما اندلع حريق مروّع في شقة بالطابق الثاني، أودى بحياة طفل لم يتجاوز عمره السادسة، وترك خلفه صدمة لا تحتمل داخل قلوب أسرته وجيرانه.

مصرع شاب في حريق دار السلام 

كان كل شيء هادئًا صباح ذلك اليوم، إلى أن علا صوت انفجار خافت تبعه تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان من نوافذ الشقة. هرع الجيران مذعورين على صوت صراخ الأم، التي كانت تحاول مع زوجها كسر باب الغرفة التي احتمى داخلها الطفل الصغير "محمد"، هربًا من لهب النيران، لكن النيران كانت أسرع، والدخان الكثيف سبق الجميع.

وسط محاولات مستميتة من الأهالي لإخماد النيران

تلقى قسم شرطة دار السلام بلاغًا بالواقعة، وسرعان ما وصلت قوات الحماية المدنية مدعومة بسيارات الإطفاء والإسعاف، وسط محاولات مستميتة من الأهالي لإخماد النيران. 

ومع دخول رجال الإطفاء إلى الشقة، تبين أن النيران التهمت كل شيء داخلها، ووسط الرماد عثروا على جثمان الصغير مسجّى في ركن الغرفة، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة اختناقًا نتيجة استنشاق الأدخنة السامة.

والد الطفل جلس على درج العقار مصابًا لا يقوى على الوقوف، يحدّق في الفراغ دون حراك، بينما كانت الأم في حالة انهيار تام، تردد بين دموعها: “كنت بحاول أطلّعه.. النار منعتني”، الجيران وقفوا مذهولين، بعضهم يبكي، وآخرون يحاولون تهدئة الوالدين المنكوبين.

الحريق ناتج عن ماس كهربائي

المعاينة الأولية رجحت أن الحريق ناتج عن ماس كهربائي في أحد الأجهزة داخل الشقة، بينما أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق عاجل، واستدعاء المعمل الجنائي لفحص مكان الحريق، وبيان أسبابه بدقة، كما تم نقل جثمان الطفل إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف جهات التحقيق.

حلم الطفولة مات

القصة ليست فقط عن نار التهمت جدران منزل، بل عن حلم طفل انطفأ في لحظة، وأبوين سيظلان للأبد يرويان كيف أُغلقت الأبواب على فلذة كبدهما، ولم تُفتح أبدًا في الوقت المناسب.

تم نسخ الرابط