عاجل

واعظة بالأوقاف: القرآن مشروع حب في البيوت ومنبع البركة في الحياة|خاص

الدكتورة جيهان ياسين
الدكتورة جيهان ياسين

أكدت الدكتورة جيهان ياسين، واعظة وزارة الأوقاف، في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن القرآن الكريم هو النبراس الهادي لحامله إلى كل ألوان الخير في الدنيا والآخرة، مشيرة إلى أنه منبع البركات ومورد الخيرات، ومن أراد أن يبارك الله له في نفسه وولده وأهله ووقته وماله، فعليه بملازمة كتاب الله الكريم.

القرآن مشروع حب عظيم

ودعت الدكتورة جيهان الآباء والأمهات إلى أن يجعلوا من حفظ القرآن مشروع حبٍّ أسري، قائلة: "علّموا أولادكم أن القرآن سر التوفيق والهداية، ودواء لكل داء، وشفاء لما في الصدور، ولا تجعلوه واجبًا ثقيلًا أو وسيلةً للعقاب، بل فرصة للتقرب إلى الله ونيل الثواب". وأضافت: "احتفلوا بالمحاولات، وامدحوا الآيات القليلة، فالتشجيع يغرس حب القرآن في القلوب، ويربط الأبناء به مدى الحياة".

جسر للحب والتواصل

وتابعت واعظة الأوقاف : "كثير من الأبناء ينفرون من القرآن لأنهم عوقبوا به أو زُجروا لأجله، فلنجعل منه جسرًا للحب والتواصل مع الأبناء، ونغرس فيهم حبّ القرآن لا مجرد حفظه، بل أن يشتاقوا إلى تلاوته ويتذوقوا معانيه، ويشعروا بأنه حياة لقلوبهم وبوصلة توجههم". وأوضحت أن البيئة المحيطة بالطفل لها الدور الأكبر، "فحين يرى الطفل والديه يتعاملان مع القرآن بخشوع ومحبة، سينشأ متأثرًا بجمال هذا الكتاب الكريم، فقط آية في اليوم تصنع فارقًا، واجعلوا المصحف حاضرًا في بيوتكم كما تُفتح الألعاب وتُروى القصص".

التمسك بالقرآن

وشددت واعظة الأوقاف على أن حفظ القرآن ليس مقصورًا على الصغار، قائلة: "لا تقولوا فات الأوان، فمن فاته الحفظ في الصغر، لم يفته الفضل في الكبر، فكم من أناس أتموا حفظ القرآن في أعمار متأخرة. اقرأ بقدر استطاعتك، وداوم، وستجد ثمرة ذلك مع الأيام، والله تعالى يقول: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾".

وحثّت على عدم مقارنة الأبناء بغيرهم، أو تحويل الحفظ إلى سباق وضغط نفسي، مؤكدة أن غرس حبّ القرآن أولًا هو المفتاح الحقيقي، لأن من يعرف "لماذا" يحفظ، يسهل عليه "ماذا" يحفظ. وتابعت: "التدبر مع الحفظ هو طريق الفهم والسكينة، وهو ما يجلب المدد والرغبة الصادقة للاستمرار. قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾".

التحذير من هجر القرآن

واختتمت  واعظة الأوقاف حديثها بالتحذير من هجر القرآن مهما كانت الظروف، مشددة على ضرورة الالتزام بورد يومي، ولو قليل، قائلة: "جاهد نفسك، فالوقت يمضي، والدنيا زائلة، والقرآن هو سبيل الحياة الطيبة في الدنيا، وسبب الرفعة في درجات النعيم بالآخرة".

وختمت بدعاء مؤثر:
"اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا، اللهم ذكّرنا منه ما نُسّينا، وعلّمنا منه ما جهلنا، واجعله شفيعًا وحجةً لنا يوم الدين".

تم نسخ الرابط