عاجل

«يلا بينا» .. ‎الصين تمنح 500 دولار لمن ينجب طفلاً

طفل صيني مع والده
طفل صيني مع والده

تعتزم الحكومة الصينية إطلاق مبادرة وطنية تتضمن تقديم إعانات مالية مباشرة للأسر، بهدف تحفيز الأزواج على الإنجاب، في خطوة تستهدف مواجهة التراجع المستمر في أعداد المواليد، والذي يهدد مستقبل ثاني أكبر اقتصاد في العالم. 

وبحسب ما نقلته وكالة "بلومبرج"، ستمنح الحكومة 3600 يوان (نحو 503 دولارات) سنويًا لكل طفل، وذلك حتى بلوغه سن الثالثة، على أن تبدأ هذه السياسة في التنفيذ خلال العام الجاري.

تراجع متواصل في عدد المواليد منذ 2016


يأتي هذا التوجه بعد انخفاض عدد المواليد في الصين للعام الثالث على التوالي حتى عام 2024، حيث لم يُسجل سوى 9.54 مليون مولود فقط خلال العام الماضي، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 50% مقارنة بعدد المواليد في عام 2016 الذي بلغ 18.8 مليون مولود، وهو العام نفسه الذي أنهت فيه بكين العمل بسياسة الطفل الواحد.

تقلص القوى العاملة يدق ناقوس الخطر الاقتصادي


يمثل تراجع معدل المواليد تحديًا استراتيجيًا للصين، إذ يؤدي إلى تقلص الفئة السكانية في سن العمل، ما قد يؤثر سلبًا على الإنتاجية والمعروض من القوى العاملة. وتشير التقديرات إلى أن هذا الانكماش السكاني قد يؤثر على قدرة الصين التنافسية اقتصاديًا، خاصة في ظل التغيرات الديموغرافية السريعة التي تشهدها البلاد.

الهند تنتزع لقب الدولة الأكثر سكانًا


وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة، فقدت الصين في عام 2023 لقبها كأكبر دولة من حيث عدد السكان لصالح الهند، وتشير التوقعات إلى احتمال تراجع عدد سكان الصين إلى نحو 1.3 مليار نسمة بحلول عام 2050، مع احتمال هبوطه إلى أقل من 800 مليون نسمة مع حلول عام 2100، إذا استمر الاتجاه التراجعي في الإنجاب.

تراجع الزواج يؤثر على الإنجاب


يرتبط هذا التراجع السكاني أيضًا بانخفاض حاد في معدلات الزواج، حيث سجلت البلاد أدنى معدلات للزواج منذ حوالي نصف قرن. وقد ساهم هذا التوجه في انخفاض أعداد المواليد بشكل كبير، ما دفع الحكومة إلى البحث عن حلول تحفيزية لجذب الأزواج نحو فكرة الإنجاب.

حكومات محلية تتحرك بمبادرات إضافية


لم تقتصر المبادرات على المستوى الوطني، بل بادرت عدة حكومات محلية بالفعل بإطلاق حوافز مالية وسكنية لدعم الأسر،  ففي مارس الماضي، أعلنت مدينة هوهوت، عاصمة منطقة منغوليا الداخلية، عن منح 50 ألف يوان للأسر التي تنجب طفلاً ثانيًا، و100 ألف يوان لمن يرزقون بطفل ثالث أو أكثر، في محاولة واضحة لجذب اهتمام الأسر وتحفيزهم على التوسع العائلي.

الهدف: إنعاش التركيبة السكانية قبل فوات الأوان


يؤكد هذا التحرك الصيني أن الحكومة باتت ترى في التراجع السكاني خطرًا حقيقيًا يتطلب استجابة وطنية عاجلة. ومع تسارع الشيخوخة وتقلص أعداد الشباب، فإن الدولة تسابق الزمن للحفاظ على توازنها السكاني وضمان استمرارية النمو الاقتصادي في العقود المقبلة.
 

تم نسخ الرابط