عاجل

ما حكم الإسراف في الماء أثناء الوضوء؟ .. «أمينة الفتوى» تجيب

الدكتورة زينب السعيد
الدكتورة زينب السعيد

حذرت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من خطورة الإسراف في استخدام الماء أثناء الوضوء أو الغُسل، مؤكدة أن ذلك يُعد أمرًا مكروهًا شرعًا، حتى وإن توفّر الماء بكثرة، وهو مخالف لهدي النبي محمد ﷺ، الذي دعا إلى التوازن والاعتدال في كل الأمور، حتى في أداء العبادات.

جاء ذلك خلال لقائها ببرنامج "حواء"، الذي تقدمه الإعلامية سالي سالم، على شاشة قناة "الناس"، حيث تناولت زينب السعيد فيه أهمية الطهارة في حياة المسلم، مع التأكيد على ضرورة ترشيد استخدام الماء أثناء الطهارة وفقًا للضوابط الشرعية والسنة النبوية.

لا إسراف حتى في الطهارة

سردت زينب السعيد موقفًا نبويًا شهيرًا يدل على رفض الإسلام للإسراف في الماء، حتى في الوضوء، حيث قالت: "كان أحد الصحابة يتوضأ، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم يُسرف في استخدام الماء، فقال له: (ما هذا السرف يا سعد؟)، فقال الصحابي: أوَ في الوضوء سرف يا رسول الله؟ فرد عليه النبي: (نعم، وإن كنت على نهر جارٍ)"

واعتبرت زينب السعيد أن هذا الحديث الشريف يُعد قاعدة فقهية واضحة تُرشد المسلم إلى الاعتدال، وتُظهر أن الطهارة لا تعني المبالغة في استخدام الموارد، بل الالتزام بالهدي النبوي المعتدل

الإسراف في الماء مكروه 

وأكدت زينب السعيد أن الإسراف في استعمال الماء أثناء الوضوء والغُسل يُعد من المكروهات، وأن المبالغة في غسل الأعضاء أكثر من ثلاث مرات دون سبب شرعي، لا تزيد الأجر بل تخالف السُنة.

وأضافت زينب السعيد:"النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بكمية قليلة من الماء، ويحرص على غسل كل عضو ثلاث مرات فقط، ولم يُنقل عنه أنه تجاوز ذلك، حتى في أشد الأوقات طهارةً"

ونبّهت زينب السعيد إلى أن بعض الناس يعتقدون خطأً أن زيادة عدد مرات الغسل يضاعف الثواب، وهذا تصور غير صحيح، بل هو مخالفة للهدي النبوي الواضح.

الاعتدال في العبادة 

أوضحت زينب السعيد أن الطهارة عبادة، ولا يجوز أن تتحول إلى سلوكٍ فيه تبذير أو إسراف، وهو ما يُخالف مقصد الشريعة في التوازن والاعتدال.

وقالت زينب السعيد:"الماء نعمة، وسيسأل الإنسان عنها، لذا يجب أن يُستخدم بالقدر الكافي دون إفراط، سواء في وضوء الصلاة أو في الغُسل من الجنابة أو الحيض أو النفاس"، كما شددت على ضرورة نشر الوعي داخل الأسر والمجتمعات، لتربية النشء على مفهوم "الاستخدام الرشيد للماء"، خاصة في وقت تعاني فيه العديد من الدول من شحّ الموارد المائية.

السنة ثلاث لا تزيد

اختتمت الدكتورة زينب السعيد حديثها بالتأكيد على أن السنة النبوية واضحة في عدد مرات الغسل: ثلاث فقط، وهي التي تُجزئ وتُحقق الطهارة.

وأضافت زينب السعيد: "زيادة عدد الغسلات عن الثلاث دون عذر تُخرج الإنسان عن السنة، وتدخله في دائرة الكراهة، وبالتالي على المسلم أن يقتدي بهدي النبي ﷺ في كل صغيرة وكبيرة، حتى في استخدام الماء".

الإعلامية سالي سالم
الإعلامية سالي سالم

رسالة توعوية للمسلمي

في نهاية الحوار، وجهت دار الإفتاء، عبر الدكتورة زينب السعيد، رسالة واضحة للمجتمع المسلم، مفادها أن الاعتدال في العبادات جزء لا يتجزأ من طاعة الله، وأن الحفاظ على الماء من باب شكر النعمة، وأن الإسراف فيه لا يُقرّه الدين، حتى لو كان في سياق عبادة عظيمة كالصلاة أو الطهارة، وبذلك، يكون الالتزام بالسنة النبوية في الطهارة، سلوكًا تعبديًا راقيًا، يُرضي الله، ويحافظ على البيئة والموارد في آنٍ واحد.

تم نسخ الرابط