عمرو حسين: القضية الفلسطينية لن تُصفّى .. وصمود الشعب أسقط سيناريو التهجير

أكد الكاتب والمحلل السياسي، عمرو حسين، أن القضية الفلسطينية ما زالت حية ومتماسكة، رغم كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي لإسقاطها، موضحًا أن الشعب الفلسطيني صمد في وجه آلة الحرب والتهويد والاستيطان، متابعًا: "ما فشلت إسرائيل في تحقيقه منذ نكبة 1948، لن تستطيع فرضه اليوم، مهما بلغت شراسة عدوانها".
وأضاف عمرو حسين، خلال مداخلة على قناة "إكسترا لايف"، أن محاولات تهجير سكان غزة قد فشلت، مشيدًا بالموقف المصري الذي وصفه بـ"الصارم والحاسم"، واعتبره "الضامن الأقوى لإسقاط سيناريو تصفية القضية"، إلى جانب تمسك الفلسطينيين بأرضهم رغم الجوع والمجازر والقصف العشوائي.
الشعب الفلسطيني لا يُهزم
قال عمرو حسين إن الشعب الفلسطيني لم ينكسر رغم الجوع والقصف، مؤكدًا أن من لم يُقتل بالطائرات، يُحاصر بالجوع والعطش، إلا أن عزيمته ظلت صلبة في مواجهة الآلة العسكرية، وفي المقابل، اعتبر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يروّج لانتصارات وهمية لا أساس لها من الواقع.
وأضاف عمرو حسين أن نتنياهو يناور باليد اليمنى في مفاوضات التهدئة، بينما يواصل العدوان باليد اليسرى، في سياسة قال إنها "باتت مكشوفة ومكررة"، مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تحقق شيئًا يُذكر في غزة أو لبنان أو سوريا، ولم تتمكن من كبح نفوذ إيران، سوى تدمير المنازل وقتل المدنيين الأبرياء.
نتنياهو يناور لإنقاذ مستقبله
رأى عمرو حسين أن ما يحدث ليس إلا إعادة إنتاج لتكتيك سياسي تقليدي من نتنياهو، الغرض منه تحقيق مكاسب داخلية وهروب من المحاسبة، خصوصًا في ظل التهم التي تلاحقه في قضايا فساد، مبينًا أن "نتنياهو لم يحقق أي انتصار استراتيجي"، وأن رهاناته على تغيير وجه الشرق الأوسط باءت بالفشل.
وأضاف عمرو حسين أن التصعيد على أكثر من جبهة، سواء في غزة أو لبنان أو سوريا أو ضد إيران، لم يثمر إلا عن مزيد من الكوارث الإنسانية والخسائر السياسية، معتبرًا أن الاحتلال بات في مأزق سياسي وأخلاقي أمام المجتمع الدولي.
دور المقاومة الفلسطينية
وفيما يخص دور الفصائل الفلسطينية، دعا عمرو حسين، فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة حماس، إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه الشعب والقضية، مشيرًا إلى أنها أبدت مؤخراً مرونة واضحة في التعاطي مع جهود وقف إطلاق النار، لكنه تساءل عن أسباب تأخر هذه الخطوة حتى الآن.
كما شدد عمرو حسين على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني وتفعيل آليات سياسية ودبلوماسية موازية للمقاومة المسلحة، معتبرًا أن هذه الحرب كشفت الوجه الحقيقي للمخططات الإسرائيلية في المنطقة، والتي أعلن عنها نتنياهو صراحة، حين تحدث عن "رغبته في تغيير الشرق الأوسط وفتح جبهات صراع إقليمية".

تحرك دولي ضروري
اختتم عمرو حسين تصريحاته بالتأكيد على أن الدعم العربي والدولي للقضية الفلسطينية لم يعد ترفًا، بل أصبح واجبًا أخلاقيًا وسياسيًا ملحًا. ودعا إلى تفعيل الدور العربي المشترك في الضغط لوقف العدوان، وتحقيق سلام عادل، يُعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وعلى رأسها الحق في الحياة والعودة وتقرير المصير.