عاجل

منير أديب: ظهور حسم مجددًا رسالة تهديد للدولة واستلهام لتجربة الجولاني

 منير أديب الباحث
منير أديب الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية

قال منير أديب، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، إن الفيديو الذي نشرته حركة "حسم" الإرهابية مؤخراً على الحدود السورية العراقية، يتزامن بشكل مدروس مع ذكرى 3 يوليو، ويحمل رسائل تهديد واضحة للنظام السياسي المصري، مشيرًا إلى أن الحركة خرجت من رحم جماعة الإخوان المسلمين، التي مارست العنف منذ نشأتها.

وأوضح أديب في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن حسم بدأت تنفيذ عملياتها الإرهابية داخل مصر منذ عام 2016، وكان أول استهداف لها لرئيس مباحث طامية بالفيوم، فيما شكّل تفجير معهد الأورام في منطقة المنيل أحد أبرز وأخطر عملياتها، قبل أن تختفي من المشهد نتيجة الضربات الأمنية الناجحة التي طالت بنيتها التنظيمية، وأسفرت عن تفكيك العديد من خلاياها المسلحة.

وأضاف أن توقف الحركة عن النشاط لم يكن نتيجة مراجعات فكرية أو إيمان بالسلمية، بل جاء بعد نجاح أجهزة الأمن المصرية في كبح قدراتها، وهو ما دفع التنظيم الأم – جماعة الإخوان – إلى العمل على إعادة هيكلتها في الخفاء، استعداداً للعودة.

وأشار أديب إلى أن الجماعة الأم لم تتخل يوماً عن العنف، مستشهداً بتصريحات مؤسسها حسن البنا في المؤتمر الخامس عام 1938، والتي أشار فيها إلى استخدام "القوة حين لا يجدي غيرها"، مؤكداً أن هذا النهج العنيف ظل ملازماً للجماعة منذ نشأتها.

وحول دلالة توقيت نشر الفيديو، أوضح أديب أن اختياره لذكرى 3 يوليو يحمل رسالة رمزية مفادها أن الحركة تستعد للعودة والانتقام من الدولة التي أطاحت بحكم الإخوان في ثورة 30 يونيو، معتبرًا أن الفيديو يعكس استلهامًا صريحًا لتجربة أبو محمد الجولاني، قائد "هيئة تحرير الشام" في سوريا، والذي بدأ مسيرته في العنف لينتهي به المطاف إلى السيطرة على مناطق نفوذ في البلاد، بل والظهور في مشهد سياسي.

وتابع: حركة حسم، التي تستلهم النموذج السوري، تعتقد أن الصراع مع الدولة سيقودها في النهاية إلى الانتصار أو الموت، فيما تعتبر نشر الفيديو بمثابة إعلان عن إعادة تنظيم صفوفها، تمهيداً لاستهداف الدولة بكامل مؤسساتها، السياسية والأمنية والشعبية.

وختم أديب تصريحاته بالتأكيد على أن هذه الرسائل تتطلب أعلى درجات الحذر والاستعداد، خاصة أن الحركة اختارت الحدود السورية العراقية للتدريب، وهي منطقة مفتوحة تشهد تواجداً لعناصر متطرفة منذ سيطرة تنظيم داعش على أجزاء من الموصل، ما يمنح هذه الجماعات مساحة لإعادة التمركز والانطلاق مجددًا.

تم نسخ الرابط