عاجل

اغتيال كينيدي يعود للواجهة.. وثائق جديدة تفضح التستر الأكبر في تاريخ أمريكا

لحظة اغتيال جون كينيدي
لحظة اغتيال جون كينيدي - أرشيفية

اعتراف جديد يكشف تورطًا استخباراتيًا في قضية اغتيال كينيدي بعد 62 عامًا، وكُشف عن سر جديد في قضية اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي، بعد أكثر من ستة عقود على الحادث الذي غيّر مجرى التاريخ، حيث أظهرت وثائق حديثة أن وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) أخفت عمدًا دور أحد ضباطها في علاقات سابقة مع القاتل لي هارفي أوزوالد.

تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال كينيدي

وبحسب موقع "أكسيوس"، فقد أقرّت الوكالة لأول مرة ضمنيًا بأن ضابطًا مختصًا في الحرب النفسية يدعى جورج جوانيدس أدار عملية كانت على اتصال مباشر بأوزوالد قبل تنفيذ عملية الاغتيال في دالاس عام 1963.

وتشير الوثائق إلى أن جوانيدس كان يتلقى تعليمات لاستخدام اسم مستعار وهو هوارد جيبلر، وهو نفس الاسم الذي استُخدم في التنسيق مع مجموعة طلابية كوبية مناهضة لكاسترو تُعرف بـ"DRE"، والتي ارتبط بها أوزوالد لاحقًا، رغم نفي الوكالة المتكرر سابقًا لأي صلة.

ويعتبر هذا الكشف تطورًا كبيرًا، حيث قال الخبير في قضية كينيدي جيفرسون مورلي: "انتهت رسميًا قصة جوانيدس الكاذبة هذا تطور مهم، فوكالة الاستخبارات تغيّر روايتها بشأن علاقة أوزوالد بها".

الوثائق الجديدة جاءت ضمن مجموعة من الملفات التي أُفرج عنها بموجب أمر رئاسي من دونالد ترامب، استنادًا إلى "قانون سجلات اغتيال كينيدي" لعام 1992، والذي يلزم الحكومة بالكشف الكامل عن جميع السجلات المتعلقة بالقضية.

ويكشف الملف أن جوانيدس، نائب رئيس فرع الاستخبارات في ميامي آنذاك، كان يشرف على برامج تمويل وتوجيه سري لتلك المجموعة الطلابية المناهضة لكاسترو، والتي نشرت لاحقًا روايات تربط أوزوالد بالشيوعية بعد عملية الاغتيال.

وثائق تفصيلية

وتتضمن الوثائق تفصيلًا الشجار حدث في 9 أغسطس 1963 بين أوزوالد وأربعة من أعضاء الأمن الفيدرالي أثناء توزيعه منشورات مؤيدة لكاسترو، ما جذب اهتمام الإعلام وأدى إلى ظهوره لاحقًا على التلفزيون، وجرى تصويره حينها كناشط شيوعي.

بعد اغتيال كينيدي، كانت نشرة DRE أول من اتهم أوزوالد بأنه شيوعي، ما ساعد في تشكيل رواية عامة عن دوافعه السياسية.

اللافت أن CIA أخفت علاقة جوانيدس بهذه المجموعة، بل وعيّنته لاحقًا كمنسق للوكالة مع لجنة الاغتيالات التابعة لمجلس النواب (1977-1978) دون الإفصاح عن خلفيته، وهو ما وصفه محققون لاحقون بأنه عملية خداع ممنهجة للكونغرس.

كما قال محقق اللجنة دان هاردواي مؤخرًا إن جوانيدس "أدار عملية سرية لإحباط تحقيق الكونغرس".

وفي 1981، حصل جوانيدس على وسام الاستخبارات المهنية من الوكالة، قبل أن يتوفى عام 1990، دون محاسبته على ما وصفه البعض بـ"التستر المتعمد".

النائبة الجمهورية آنا بولينا لونا، التي تشرف على تحقيق جديد في الوثائق المفرج عنها، قالت إن "جوانيدس كان متورطًا بنسبة 1000% في عملية التستر التي قامت بها الـCIA".

ورغم عدم تقديم الوثائق لأدلة إضافية بشأن عملية الاغتيال نفسها أو ما إذا كان أوزوالد تصرف بمفرده، إلا أنها تعزز الشكوك القديمة حول وجود تلاعب استخباراتي ومحاولات لحرف مسار التحقيقات الرسمية.

من جانبها، قالت الـCIA إنها امتثلت بالكامل لتوجيهات ترامب وقدّمت جميع الوثائق دون تعديل، في "خطوة غير مسبوقة من الشفافية".

ويعتقد مراقبون، بينهم مورلي والنائبة لونا، أن هذه مجرد بداية، مع توقعات بكشف المزيد من السجلات قريبًا قد تُعيد فتح باب الجدل حول واحد من أكثر الاغتيالات غموضًا في التاريخ الأميركي.

تم نسخ الرابط