عاجل

فوضى في الكابينت.. صدامات حادة بين نتنياهو ورئاسة الأركان حول غزة والمساعدات

اجتماع داخل الكابينت
اجتماع داخل الكابينت

شهد المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل (الكابينت) جلسة عاصفة امتدت حتى ساعات الفجر الأولى، تخللتها مشادات حادة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس هيئة الأركان العامة هرتسي هاليفي، في ظل خلافات متصاعدة بشأن آلية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.

وجاء هذا التوتر قبيل توجه وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة لاستئناف مفاوضات التهدئة، ما أضفى على النقاش بعدًا سياسيًا وأمنيًا معقّدًا، انعكس في انقسام واضح بين القيادات السياسية والعسكرية.

مساعدات غزة تُشعل المواجهة داخل "الكابينت"

على الرغم من معارضة الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، أقرّ الكابينت توزيع المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك شمال القطاع.

وأثناء الجلسة، أثارت صور عرضت لسكان غزة وهم يركضون نحو مراكز توزيع الطعام جدلاً كبيرًا. رئيس الأركان هاليفي حذر من اقتراب المدنيين من القوات الإسرائيلية، قائلًا: «انظروا إلى الجنود. المدنيون ليسوا بعيدين عنهم»، في تحذير واضح من خطر أمني داهم.

ورد الوزير بن غفير بانفعال: «لماذا توزعون لهم الطعام وتعرضون حياة الجنود للخطر؟… يجب وقف ذلك فورًا!»، مضيفًا بسخرية: «يركضون نحو الطعام كما ركضوا نحو مختطفات.. هل كانوا جائعين أيضًا حينها؟».

ورد هاليفي بسخرية: «هل تريدون أن نوقف التوزيع؟»، ليقف نتنياهو مؤيدًا استمرار المساعدات: «إنهم يركضون لأنهم جائعون.. عندما يحصلون على كميات كافية، لن يركضوا بهذه الطريقة».

نتنياهو يوبّخ رئيس الأركان: "لا مجال للتأخير"

سبق هذه النقاشات توبيخ علني من نتنياهو لهاليفي، بسبب ما اعتبره تباطؤًا في تنفيذ خطته لإنشاء "منطقة إنسانية" جنوب القطاع، وقال بلهجة حاسمة: «لا يوجد ما يدعو للانتظار، يجب المضي قدمًا».

ورغم الرفض الصريح من سموتريتش وبن غفير، الذين يرون أن توزيع المساعدات في الشمال يعرقل جهود إخلاء المدنيين ويُبقي على نفوذ حماس، أصرّ نتنياهو على الاستمرار في الخطة، ما عكس تصدعًا واضحًا داخل الفريق الحاكم.

ولم تكن الجلسة العاصفة الأخيرة استثناءً، بل جاءت بعد تسريبات لجلسة سابقة شهدت اشتباكًا مماثلًا بين هاليفي والوزيرين بن غفير وسموتريتش، اللذين اتهماه بتقاعس عن تنفيذ تعليمات القيادة السياسية.

وردّ هاليفي بقوة: «ننفذ ما يُطلب منا بدقة. لا يوجد تباطؤ.. وهناك جنود يُقتلون في المعارك»، ليقاطعه نتنياهو غاضبًا: «لن أتنازل – حماس لن تبقى في غزة»، مطالبًا بخطة شاملة لإخلاء سكان الشمال.

كما حذّر هاليفي من تداعيات الخطة قائلاً: «هل تريدون إدارة مليوني شخص؟ التعامل مع الغاضبين والجوعى في هذه الظروف قد يؤدي لفقدان السيطرة».

رغم رفض حماس: الوفد الإسرائيلي في طريقه إلى الدوحة

وفي خضم هذا التصعيد الداخلي، أعلنت إسرائيل إرسال وفد تفاوضي إلى العاصمة القطرية الدوحة، رغم ما وصفه نتنياهو بـ«تعديلات غير مقبولة» من جانب حركة حماس على المقترح القطري.

وقال نتنياهو في بيان رسمي: «بعد تقييم الوضع، وجّهتُ بالمشاركة في المفاوضات المقبلة في الدوحة، ومواصلة المحادثات لاستعادة الأسرى».

وبحسب مصادر إسرائيلية، شددت حماس موقفها في ردها، مطالبة بانسحاب إسرائيلي واسع من القطاع، ورافضة آلية توزيع المساعدات عبر شركات أمريكية، إلى جانب المطالبة ببدء التفاوض على إنهاء الحرب في مراحل مبكرة.

وتُظهر الخلافات المتفاقمة داخل الكابينت الإسرائيلي عمق الانقسام في كيفية إدارة الحرب على غزة، خصوصًا في ما يتعلق بالتوازن الحرج بين الضرورات الإنسانية، والمصالح السياسية والعسكرية. ومع استمرار المفاوضات في الدوحة، يبقى مصير التهدئة رهين الميدان.. والمواقف المتقلبة في تل أبيب.

تم نسخ الرابط