السيسي يتدخل لإنقاذ الأرواح.. خيري رمضان يفتح ملف الكوارث على الطريق الدائري

في تعليقه على حادث التصادم المروع الذي وقع مؤخرًا على الطريق الدائري الإقليمي بمحافظة المنوفية، والذي راح ضحيته 9 أشخاص وأُصيب 9 آخرون، أكد الإعلامي خيري رمضان أن هذه الكوارث لم تعد حوادث فردية بل نمطًا متكررًا يهدد أرواح المصريين، خصوصًا مع ما وصفه بالإهمال المروري وغياب الرقابة.

وأوضح خيري رمضان، خلال برنامجه "مع خيري" على قناة المحور، أن تعامل الحكومة مع الحادث كان سريعًا من حيث الإعلان عن صرف تعويضات، لكنه لفت إلى أن جذور المشكلة أعمق بكثير وتتعلق بجودة الطريق وسوء تنظيم المرور فيه، مطالبًا بحلول أكثر حسمًا وفعالية.

تدخل رئاسي حاسم

وأشار خيري رمضان إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي بشكل مباشر، حيث وجّه الحكومة بدراسة غلق أجزاء من الطريق الدائري الإقليمي التي تشهد أعمال تطوير، وتوفير بدائل آمنة لحركة المرور، في محاولة لوقف نزيف الدم على هذا الطريق الحيوي.

وأضاف خيري رمضان أن هذه القرارات تعكس حرص القيادة السياسية على سلامة المواطن، مشيدًا بالاستجابة السريعة من الرئاسة، التي أعادت ترتيب الأولويات بما يضع حياة المصري فوق كل اعتبار.

المخالفات بالملايين .. وأرقام مرعبة

كشف خيري رمضان عن أرقام صادمة، حيث تم تسجيل ما يقرب من 18 مليون مخالفة مرورية في أقل من نصف عام، أي بمعدل 100 ألف مخالفة يوميًا، تشمل تجاوزات خطيرة مثل القيادة تحت تأثير المخدرات والكحول.

وأكد خيري رمضان أن وزارة الداخلية كثفت حملاتها الأمنية لرصد هذه المخالفات، وضبط عدد كبير من السائقين المتعاطين للمواد المخدرة، محذرًا من أن استمرار هذه الأرقام يعني استمرار الحوادث الدامية.

جهود أمنية على الطريق

وأوضح خيري رمضان أن أجهزة الأمن تمكّنت من ضبط أكثر من 8.6 مليون مخالفة سرعة، إلى جانب مئات الآلاف من مخالفات الحمولة الزائدة، والسير عكس الاتجاه، مشيرًا إلى أن هذه النوعية من التجاوزات كانت السبب الرئيسي في أغلب الحوادث القاتلة.

كما نوّه خيري رمضان إلى ضبط آلاف الحالات لسير سيارات بدون ترخيص، والتلاعب بلوحات السيارات، وعدم ارتداء الخوذات لقائدي الدراجات النارية، في دلالة على أن الخطر ليس فقط في الطرق بل في السلوك العام للمواطنين.

رسالة لوم للمسؤولين.. وشكر للرئي

انتقد خيري رمضان ما وصفه بـ"التقاعس الإداري" في بعض الجهات، قائلًا إن مثل هذه القرارات الحاسمة كان يجب أن تصدر من مسؤولي المحافظات والوزارات المختصة، لا أن ننتظر تدخّل رئيس الجمهورية لإغلاق طريق يُهدد حياة الناس.

وأشار خيري رمضان إلى حادثة الأطفال المؤلمة التي لم تقابل بإجراءات وقائية فورية، معتبرًا أن هذا الصمت الرسمي يضاعف من فداحة الحادث ويُظهر خللًا في إدارة الأزمات.

إشادة بالتدخل الرئاسي

ووجه خيري رمضان رسالة شكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على قراره بإغلاق الطريق مؤقتًا في المناطق الخطرة، وتوجيهه للحكومة بتوفير بدائل مرورية آمنة، مؤكدًا أن الرئيس أعاد الأمور إلى نصابها وأثبت أن المواطن هو الأولوية القصوى للدولة.

وأكد خيري رمضان أن هذا التدخل لم يكن مجرد إجراء إداري بل رسالة واضحة إلى الجميع بأن حياة المواطن المصري لا يجب أن تكون محل تهاون أو مساومة.

التعليم ينتقل لمرحلة جديدة

أشاد الإعلامي خيري رمضان بجهود وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد اللطيف، مؤكدًا أن امتحانات الثانوية العامة هذا العام مرت بهدوء غير مسبوق، ما يُعد مؤشرًا قويًا على جدية الإصلاحات.

واعتبر خيري رمضان أن هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة لسياسات مدروسة وخطط طويلة المدى، بعيدًا عن التصريحات الإعلامية الرنانة، وهو ما انعكس في راحة الطلاب وأولياء الأمور.

البكالوريا المصرية.. حل للأزمة

تحدث خيري رمضان عن النظام الجديد للثانوية العامة المعروف بـ"البكالوريا المصرية"، مشيرًا إلى أنه يُمثّل نقلة نوعية في فلسفة التعليم المصري، حيث يركز على الفهم والمهارات بدلًا من الحفظ والتلقين.

وأوضح خيري رمضان أن النظام يسعى إلى تحقيق توازن بين جودة التعليم وتخفيف الضغط النفسي، مع الحفاظ على مبدأ المجانية، ما يجعله مشروعًا وطنيًا يستحق الدعم والمناقشة الجادة تحت قبة البرلمان.

إصلاح شامل برؤية واضحة

أكد خيري رمضان أن الدكتور محمد عبد اللطيف يتحرك وفق خطة إصلاح شاملة، تستهدف التحول من التعليم التقليدي إلى منظومة حديثة تعتمد على التفكير النقدي والابتكار، بدلًا من الضغط النفسي والامتحانات المرعبة.

وأضاف خيري رمضان أن الوزير يعمل في صمت وبعيدًا عن الأضواء، واضعًا مصلحة الطالب فوق كل اعتبار، دون البحث عن شعبية أو شو إعلامي، وهو ما يعكس وجود إرادة سياسية حقيقية للتغيير.

\

دعوة للمجتمع لدعم الإصلاح

وفي ختام حديثه، شدد خيري رمضان على أن نجاح "البكالوريا المصرية" لا يعتمد فقط على الوزير، بل يحتاج إلى دعم من الأسرة، والإعلام، والمدرسة، والبرلمان، مطالبًا المجتمع كله بالوقوف خلف مشروع تطوير التعليم.

وقال خيري رمضان: "نحن أمام فرصة ذهبية لإعادة بناء نظام تعليمي يليق بمصر الجديدة، ولا يجوز أن نفوّت هذا التحول بسبب التردد أو الانتقادات غير البنّاءة".