جنازة مهيبة لعبده عبد الجليل .. الآلاف يشيّعون شهيد لقمة العيش في المنوفية

في مشهد مؤثر وحزين، شيّع الآلاف من أهالي قرية طهواي التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، اليوم، جثمان الشاب عبده عبد الجليل، سائق الميكروباص، الذي راح ضحية حادث التصادم المروّع على الطريق الإقليمي، والذي أسفر عن مصرع 10 أشخاص وإصابة 10 آخرين، جميعهم من أبناء المحافظة.

حزن يخيّم على القرية

وأدى أهالي القرية صلاة الجنازة على جثمان عبده عبد الجليل، قبل أن يوارى الثرى في مقابر الأسرة، وسط حالة من الحزن الشديد التي خيمت على المشيعين، وخرجت القرية بالكامل لتوديع الشاب الراحل، وسط صرخات النساء وبكاء الأطفال، في جنازة وصفت بالمهيبة، تجسّد حجم الفقد والفاجعة.

وأجمع الأهالي على أن الشاب عبده عبد الجليل كان من خيرة شباب القرية، معروفًا بحسن الخلق وطيب المعشر، وأنه لم يتأخر يومًا عن مساعدة أحد، بينما ووصفوه بأنه شهيد لقمة العيش، حيث كان يعمل سائقًا على ميكروباص صغير، يخرج كل صباح لكسب قوت يومه بالحلال.

ترك زوجة ورضيعًا 

وأشار أهالي طهواي إلى أن عبده عبد الجليل كان قد تزوّج حديثًا، ولم تمر سوى شهور على زواجه، وأنه رزق مؤخرًا بمولود صغير أطلق عليه اسم "نور"، لا يزال رضيعًا في أيامه الأولى، مؤكدين أن الصدمة كانت قاسية على أسرته، لا سيما زوجته التي لم تستوعب بعد فجيعة الرحيل المفاجئ.

وأشاروا إلى أنه كان محبوبًا من الجميع، ويعرفه كل أهالي القرية، لافتين إلى أن آخر ظهور له كان ليلة الحادث، حيث شوهد وهو يغسل الميكروباص استعدادًا للخروج للعمل، ليعود بعدها جثة هامدة، وتتحول السيارة إلى خردة.

وبحسب روايات الجيران، فإن عبده شوهد لآخر مرة في الليلة السابقة للحادث وهو يقوم بغسل الميكروباص استعدادًا ليوم عمل جديد، قبل أن توافيه المنية في ساعات الصباح الأولى، ويعود إلى قريته جثة هامدة، بينما تحوّلت سيارته إلى قطعة من الخردة نتيجة شدة الاصطدام.

مأساة الطريق الإقليمي

وكان الطريق الإقليمي قد شهد صباح الحادث تصادمًا عنيفًا بين سيارتين ميكروباص، نتج عنه وفاة 10 أشخاص على الفور، وإصابة 10 آخرين، وسط تحذيرات متكررة من السرعة الزائدة وسوء حالة بعض النقاط المرورية على هذا الطريق الحيوي.