ميليشيات الدعم السريع تعلن سيطرتها على «أم جمينا» شمال كردفان

أعلنت ميليشيات الدعم السريع، اليوم السبت، عن تحقيق تقدم ميداني جديد من خلال سيطرتها على منطقة "أم جمينا" بولاية شمال كردفان في السودان، في عملية وصفتها بـ"النوعية والخاطفة".
وذكر بيان صادر عن القوات عبر موقعها الرسمي أن العملية أسفرت عن دحر قوات الجيش السوداني، مشيرًا إلى أن عناصر الدعم السريع واصلوا التقدم حتى جبل "أم هشابة" جنوب غرب مدينة الأبيض، حيث أوقعوا خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، واستولوا على مركبات عسكرية وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.
وزعم بيان الدعم السريع أن السيطرة على "أم جمينا" تمثل "مرحلة مفصلية في بسط السيطرة على المنطقة"، مشيرًا إلى أن القوات وجهت "ضربة موجعة" للخصوم الذين "انسحبوا تاركين خلفهم عتادهم وجثث قتلاهم"، مؤكدى القوات أنها ماضية في "معركة التحرير الشاملة، الرامية إلى إنهاء نفوذ الحركة الإسلامية على مقدرات السودان".
انتهاكات الدعم السريع في إقليم دارفور
في المقابل، تتزايد المخاوف من تفاقم الانتهاكات بحق المدنيين في إقليم دارفور، خصوصًا عقب تقارير حقوقية وإنسانية أصدرتها منظمة "أطباء بلا حدود"، الخميس، سلطت الضوء على أعمال عنف ممنهجة تمارسها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر ومخيم زمزم بولاية شمال دارفور.
وجاء في التقرير، المعنون بـ"محاصرون وجوعى تحت وطأة الهجمات: فظائع جماعية في الفاشر وزمزم"، أن المنظمة جمعت شهادات من 80 شخصًا، بينهم نازحون ومرضى وطاقم طبي، تشير إلى أن أبناء عرقية الزغاوة يتعرضون لاستهداف مباشر بسبب انتمائهم.
وأكدت الشهادات أن عناصر الدعم السريع وحلفاءهم يميزون الضحايا على أساس العرق، إذ قال أحد الناجين: "كانوا يسألوننا إذا كنا من الزغاوة، وإذا أجبنا بنعم، يقتلوننا فورًا"، فيما أكدت نازحة أخرى أن مجرد ذكر انتماء الزغاوة كان كافيًا لمنع الخروج من المدينة.
وكانت قوات الدعم السريع قد شنت، في 11 أبريل الماضي، هجومًا واسعًا على مخيم زمزم جنوب غرب الفاشر، استمر ثلاثة أيام، وأسفر عن مقتل 400 مدني وتشريد نحو 400 ألف شخص، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
ووصفت "أطباء بلا حدود" ما جرى بأنه تدمير ممنهج، شمل عمليات قتل ونهب جماعي، وحرق للمنازل والأسواق، إلى جانب وقوع انتهاكات واسعة النطاق، من بينها العنف الجنسي.
وأشار التقرير إلى أن أبناء الزغاوة يشكلون جزءًا من القوات المشتركة التي تقاتل إلى جانب الجيش في الدفاع عن الفاشر، وأن الدعم السريع استهدفت مناطق معروفة بأنها موطن للزغاوة، وسط تحذيرات من تكرار ما جرى مع المساليت في غرب دارفور، حيث يواجه قادة في الدعم السريع، بينهم محمد حمدان دقلو "حميدتي"، محاكمات غيابية بتهم تتعلق بجرائم إبادة جماعية، شملت اغتيال والي غرب دارفور السابق، خميس عبد الله أبكر.
وتواصل قوات الدعم السريع حصار مدينة الفاشر منذ أبريل 2024، مما تسبب في انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية عنها، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية وتكرار الاشتباكات والقصف داخل المدينة ومحيطها.