عاجل

نظام العمل 4 أيام في الأسبوع.. هل هو مستقبل الوظائف في العالم؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

خطت انجلترا خطوة جريئة باعتماد أسبوع العمل المكون من أربعة أيام في عدد من الشركات ، في ظل تصاعد الجدل العالمي حول التوازن بين الحياة والعمل . 

التجربة التي شاركت فيها 17 شركة هذا العام وشملت نحو 1000 موظف، كانت بتنظيم من مؤسسة “أسبوع الأربعة أيام”، واحتفظ خلالها الموظفون برواتبهم الكاملة.

المفاجأة قررت جميع الشركات المشاركة الاستمرار في النظام الجديد بعد انتهاء التجربة، وهو ما يعكس نجاح المبادرة وفعاليتها على المستويين البشري والإنتاجي.

نتائج ملموسة إرهاق أقل و رضا أكثر

كشفت نتائج التجربة أن 62% من الموظفين شعروا بانخفاض كبير في معدلات الإرهاق. 

كما أفادت الشركات المشاركة بارتفاع مستويات رضا العملاء وتحسن أداء الموظفين، مما عزز قرار الاستمرار بهذا النظام.

وتقول فيكي ووكر، كبيرة مسؤولي الموارد البشرية في أحد الشركات، إن العمل لساعات أقل لا يعني بالضرورة إنتاجا أقل. 

بل على العكس يمكن أن يزيد من الكفاءة والتركيز والتحفيز وهناك اعتراف متزايد بأهمية المرونة، وهذه التجربة خطوة في الاتجاه الصحيح.

هل يمكن تعميم النموذج على قطاعات أخرى؟

ورغم النتائج الإيجابية لا تزال هناك تحديات واضحة فبعض القطاعات قد تجد صعوبة في إعادة تنظيم جداول العمل أو الاستجابة لمتطلبات العملاء خلال أيام أقل.

كما عبر توماس بوج، كبير الاقتصاديين في أحد الشركات، عن حذر اقتصادي، مؤكدا أن الأثر الإيجابي يعتمد على الحفاظ على نفس الإنتاج بساعات أقل، وليس مجرد توزيع نفس عدد الساعات على أربعة أيام بدلا من خمسة،إذا كنت منتج في أربعة أيام كما في خمسة، فلماذا لا تواصل بنفس الأداء خلال الأسبوع الكامل؟.

تحديات اقتصادية حول الرواتب والضرائب

ويخشى خبراء آخرون من تداعيات مالية في حال ترافقت ساعات العمل الأقل مع تخفيض في الرواتب،ويقول أندرو تيمبسون، الشريك الضريبي في أحد الشركات ، أن تخفيض الأجور قد يؤثر على المعاشات التقاعدية، الضريبة الشخصية، وحتى أهلية بعض الأسر للإعانات الحكومية.

هل يناسب هذا النموذج الجميع؟

وفي دراسة أجرتها شركة BHN Extras وجدت أن 34% من الموظفين على استعداد لتخفيض رواتبهم مقابل تنقل أقصر، بينما أفاد 23% فقط أنهم يستمتعون بالتنقل إلى عملهم، مما يعكس دعم شعبي واسع للمرونة في العمل.

ومع ذلك، ليس من المتوقع أن يناسب هذا النموذج كل الشركات أو الصناعات فتكاليف إعادة الهيكلة وممانعة بعض الإدارات قد تؤخر تبنيه على نطاق واسع.

مستقبل العمل في المملكة المتحدة و التحول مستمر

كما حدث سابقا مع نماذج مثل العمل من المنزل والمكاتب المشتركة، يبدو أن أسبوع العمل من أربعة أيام يشق طريقه ليكون جزء من مستقبل العمل في بريطانيا ومع الانقسام في الآراء، يبقى من المؤكد أن الحوار حول الإنتاجية والمرونة لن يتوقف قريبًا.

تم نسخ الرابط