وفيق نصير يحذر من تغيّرات مناخية غير مسبوقة ويطالب بقرارات دولية عاجلة

حذّر الدكتور وفيق نصير، عضو البرلمان العالمي للبيئة، من أن العالم دخل فعليًا في عصر مناخي غير متوقع، تشوبه اضطرابات شديدة في الطقس، تتراوح بين موجات حر قاتلة، وموجات برد قارسة، وفيضانات مفاجئة، وعواصف غير مسبوقة.
وأوضح وفيق نصير، خلال حواره مع قناة CNBC عربية، أن الظواهر الجوية التي نشهدها حاليًا، مثل تساقط الثلوج على مدينة الإسكندرية، والسيول العنيفة التي اجتاحت مناطق بالقاهرة، وموجات الحر الشديد في أوروبا، وموجات الصقيع في أمريكا الجنوبية، وأخيرًا فيضانات ولاية تكساس الأمريكية، كلها مؤشرات تؤكد أننا أمام نظام مناخي دخل مرحلة خلل متسارع نتيجة الاحتباس الحراري وغياب التوازن البيئي.
الغازات الدفيئة
وأشار وفيق نصير إلى أن السبب الرئيسي في هذه التغيرات المناخية المتطرفة هو الارتفاع المتزايد في انبعاثات الغازات الدفيئة، وعلى رأسها الميثان وثاني أكسيد الكربون، الناتجين عن النشاط الصناعي المفرط والاستهلاك الكثيف للطاقة.
وأضاف وفيق نصير أن هذا الارتفاع في درجة حرارة الأرض يؤدي إلى تضارب في أنماط الطقس، بحيث تشهد مناطق في العالم موجات حر قاتلة في نفس التوقيت الذي تضرب فيه عواصف ثلجية مدمرة مناطق أخرى، وهو أمر يربك سلوكيات البشر ويؤثر سلبًا على قطاعات الزراعة والصحة والطاقة.
الدوامة المناخية تتسع
وأوضح وفيق نصير أن ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي لا يقتصر فقط على ارتفاع منسوب المياه، بل يؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من الغازات المحتبسة تحت طبقات الجليد، وهو ما يزيد من حدة الاحتباس الحراري، ويدفع الأرض إلى دوامة مناخية خطيرة قد تخرج عن السيطرة.
وأكد وفيق نصير أن استمرار هذا المسار دون تدخل دولي حاسم يعني أن العالم لن يشهد استقرارًا مناخيًا، بل سيعيش في موجات متتابعة من التدهور البيئي الذي قد يهدد الأمن الغذائي، ويؤدي إلى هجرات جماعية وكوارث صحية واقتصادية.
التكيّف مع التغيرات المناخية
وشدّد الدكتور وفيق نصير على ضرورة رفع الوعي البيئي بين المواطنين، مع أهمية أن تتبنى الحكومات سياسات تأقلم وتكيّف تتماشى مع طبيعة كل دولة.
ودعا وفيق نصير إلى اتخاذ إجراءات تبدأ من ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه، وتقليل الاعتماد على أجهزة التكييف، وصولًا إلى إعادة تصميم أنظمة البناء لتتحمل تغيرات الطقس، وتوفير أنظمة إنذار مبكر ضد الفيضانات وموجات الحر، مع ضرورة التحول التدريجي للطاقة المتجددة كمصدر بديل ونظيف.

دعوة لتحرك عالمي مشترك
وفي ختام تصريحاته، طالب وفيق نصير المجتمع الدولي بسرعة عقد اتفاقيات ملزمة بشأن المناخ، مؤكدًا أن الحل يكمن في تعاون عالمي عادل وشامل يعيد التوازن إلى النظام البيئي، ويحمي الكوكب من مصير مجهول.
ودعا وفيق نصير إلى أن يتحول الحديث عن المناخ من مجرد تحذيرات إلى سياسات تنفيذية عاجلة، لأن التأخير في مواجهة الأزمة يعني دفع ثمن باهظ، ليس فقط على مستوى البيئة، بل على مستقبل الأجيال القادمة.