عاجل

الجالية اليهودية في كندا

«أصوات اليهود» خطة المحافظون الكنديون لكسر سيطرة الليبراليين

«أصوات اليهود» خطة
«أصوات اليهود» خطة المحافظين بالانتخابات

كشف تقرير لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، عن خطة كسب أصوات اليهود من قبل المحافظين الكنديين بهدف كسر هيمنة الليبراليين على المدن الرئيسية بقيادة زعيم حزب المحافظين الكندي، بيير بواليفر.

وأوضحت الصحيفة أن الحملة الاستراتيجية تهدف إلى استقطاب أصوات الجالية اليهودية، مستغلاً تنامي الاستياء من تعاطي الحكومة الليبرالية مع قضايا معاداة السامية والنزاع القائم بين إسرائيل وحماس.

«أصوات اليهود» خطة المحافظين بالانتخابات

كثف المحافظون جهودهم للتواصل مع الجالية اليهودية، لاسيما في تورنتو ومونتريال، وهما منطقتان محوريتان تمثلان ثقلًا انتخابيًا قد يُحسم عبره مصير رئاسة الوزراء المقبلة. 

ومع تمسك الليبراليين بالسيطرة على العديد من هذه الدوائر، فإن أي تحول طفيف في ولاءات الناخبين قد يكون كفيلاً بترجيح الكفة في معركة سياسية شرسة تشكل ملامح المستقبل الكندي. 

وهذا السيناريو ليس بجديد، فقد شهدناه في انتخابات سابقة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وخلال حملته، علق بواليفر على التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين قائلاً: «لطالما احتضنت كندا النقاش حول القضايا الخارجية، لكن الخلافات لم تكن لتتحول إلى عنف في شوارعنا. الناس فروا من العنف، ولم يجلبوه معهم». 

وأضاف: «من المفهوم أن يشعر المجتمع اليهودي بأنه محاصر، في ظل تزايد مسيرات الكراهية والهجمات المعادية للسامية، وهي ظواهر غذّاها الليبراليون».

<span style=
«أصوات اليهود» خطة المحافظين بالانتخابات

هجمات ضد الجالية اليهودية 

شهد العام الماضي سلسلة هجمات طالت الجالية اليهودية، شملت إطلاق النار على مدرسة ابتدائية يهودية في تورنتو ثلاث مرات، والهجوم على معابد ومراكز مجتمعية، بالإضافة إلى إلقاء قنابل حارقة على كنيس في مونتريال وتخريب متاجر يهودية.

وفي إحدى ضواحي مونتريال، واجه المرشح الليبرالي الحالي، أنتوني هاوسفاذر، انتقادات واسعة، بعدما اضطر للنأي بنفسه عن سياسات رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو، تجاه الحرب، خاصة بعد تخريب لافتات حملته. 

وعلى الرغم من أن ترودو، أدان بعض التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، وأعلن عن تمويل جديد لمكافحة جرائم الكراهية، وعين هاوسفاذر مستشارًا خاصًا لشؤون معاداة السامية، إلا أن الكثيرين في الجالية اعتبروا هذه الإجراءات غير كافية.

وصرح هاوسفاذر لصحيفة «بوليتيكو» قائلاً: "كان هناك غموضٌ وإحباط، خصوصًا في محاولة الموازنة المستمرة بين الإشارة إلى الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية في نفس السياق". 

وكشف عن أنه فكر في الانسحاب من الحزب العام الماضي عقب تصويت رمزي للكتلة الليبرالية لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وعبر عن استياء ناخبيه في دائرة ماونت رويال، التي تضم ثاني أكبر نسبة من اليهود الكنديين، من تقاعس الحكومة في مواجهة تصاعد معاداة السامية.

<span style=
«أصوات اليهود» خطة المحافظين بالانتخابات

تشريعات ضد التظاهرات 

في المقابل، تعهد بواليفر بسن تشريعات أكثر صرامة ضد أعمال التخريب والعنف المبني على العرق والدين، ووقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، فضلًا عن إعادة النظر في تمويل برامج الوعي الديني ومكافحة معاداة السامية في الجامعات والمتاحف المدعومة اتحاديًا.

ووفقًا لهاوسفاذر، فإن هذه التعهدات دفعت العديد من الناخبين اليهود، الذين كانوا موالين لليبراليين، إلى التحول نحو المحافظين. وأكد أنه اضطر لبذل مجهود مضاعف هذا العام لاستعادة دعمهم.

ورغم احتفاظ الليبراليين بمعظم مقاعد تورنتو، فقد خسروا دائرة وسط المدينة لصالح المحافظ دون ستيوارت في انتخابات فرعية الصيف الماضي، في انتصار هو الأول للحزب بالمنطقة منذ أكثر من ثلاثة عقود. 

ويدفع هذا النجاح المحافظين إلى محاولة تكراره، إذ قال المرشح رومان بابر: «لقد أظهر لنا ستيوارت أن النجاح ممكن».

<span style=
«أصوات اليهود» خطة المحافظين بالانتخابات

معركة شرسة بين المحافظين والليبراليين 

من جانبها، تكثف الليبرالية ليزلي تشيرش جهودها لاستعادة السيطرة على المنطقة، خاصةً الأحياء ذات الكثافة اليهودية العالية، عبر توزيع منشورات دعائية وزيارات ميدانية، إلا أن الإحباط لا يزال يخيم على بعض أفراد الجالية بسبب ما يعتبرونه فشلًا حكوميًا في التصدي لمعاداة السامية.

وقالت تشيرش: «أسمع هذه المخاوف يوميًا من العائلات اليهودية. الارتفاع الحاد في جرائم الكراهية بات يرعب الناس».

ومع تصاعد مخاوف الأمن الشخصي، وعد زعيم الحزب الليبرالي الجديد، مارك كارني، بإقامة مناطق آمنة حول دور العبادة وتجريم الترهيب ضد مرتادي المدارس والمراكز المجتمعية.

ووفقًا لتقرير صادر عن شرطة تورنتو، فقد أُنفقت قرابة 20 مليون دولار كندي على التعامل مع جرائم الكراهية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، مع الإشارة إلى أن نحو نصف هذه الجرائم استهدفت اليهود.

وفي ظل هذا المشهد، أبدى عدد من الناخبين، مثل إيان جاكوبس، استياءهم من ازدواجية المعايير الحكومية في التعامل مع الاحتجاجات، مقارنين بين القمع الشديد لقافلة الحرية المناهضة لإجراءات كوفيد-19، والتساهل مع التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تنتشر دعوات بين أفراد الجالية اليهودية لحشد الأصوات لصالح المحافظين، فيما لوّح بعضهم بالهجرة إلى إسرائيل حال فوز الليبراليين بولاية رابعة.

ويأمل المحافظون أن يشكل دعمهم القوي للجالية اليهودية ورقة رابحة في الانتخابات المقبلة.

تم نسخ الرابط