من الأرض إلى العُرس .. القمح يروي حكايات الفرح والكفاح في قرى سوهاج (صور)

"هل علينا موسم الخير هل علينا موسم الفرح " بهذه الكلمات عبرعشرات الآلاف من الأسر في محافظة سوهاج عن فرحتها بقدوم موسم حصاد وتوريد القمح أو ما يسمى بالذهب الأصفر، وذلك بعد بدء موسم حصاد القمح وتوريده أو بيعه بعد انتظار حوالي نصف عام كامل من التعب والعناء والمتابعة المستمرة والاهتمام بمحصول القمح وهو مزروع في الأرض حتى يعطي إنتاجية جيدة تعوض ما تم صرفه عليه طوال فترة زراعته، وتأتي بثمار شقاء أصحاب الأراضي الزراعية أو القائمين عليها.
حكايات الأهالي
قال "كمال أحمد"، مزارع مقيم دائرة مركز طما شمالي محافظة سوهاج، أملك حوالي 6 قراريط واستأجرت عليهم 6 آخرين وقمت بزراعتهم جميعًا بمحصول القمح، واتابعهم طوال العام منذ رش البذور في الأرض حتى اليوم وقت توريده، فهو محصول الخير بالنسبة لنا إذا أنني أقوم بتخزين جزء منه لكفاية بيتي وأقوم بتوريد جزء آخر للشون، ومن قيمة ما تم توريده أساعد واستعد لاتمام زواج نجلي الأصغر نهاية شهر مايو المقبل.
وتناول الحاج عاطف، مزارع، طرف الحديث قائلًا إن محصول القمح يمثل لنا أهمية كبيرة في القرية وجميع القرى المجاورة ولا غنى لنا عنه، إذا أنه يتم توريد عدد من الأرادب إلى الشون ومن ثم نقوم بسداد بعض الديون التي قمنا باستدانتها طوال فترة زراعته، كما يتوفر جزء آخر من المال قيمة البيع لزراعة محصول الصيف وشراء التقاوي والمستلزمات الأخرى له، مضيفًا أننا مزارعين وليس لنا عمل سوى الزراعة.
شراء جهاز لزواج نجلتي
وأوضح المعلم فتحي أن محافظة سوهاج زراعية وليس لدينا مصانع عملاقة أو مهن أو حرف مشهورة أكثر من زراعة الأرض الزراعية، وها نحن اليوم نجني حصاد مجهودنا طوال قرابة نصف عام كامل هى مدة بقاء القمح في الأرض من زراعة وري ومتابعة ورش وخلافه، وأنا استعد لاتمام زواج نجلتي الوسطى عقب بيع وتوريد القمح لشراء ما يلزمها من جهاز العرس.
وبلغت إجمالي المساحة المنزرعة بالقمح في محافظة سوهاج 192 ألف فدان قمح موزعة على مراكز المحافظة المختلفة، ووصلت قيمة الأردب درجة نقاء 23.5 إلى 2200 جنيه.
جاهزية جميع المواقع التخزينية
وأعلنت محافظة سوهاج جاهزية جميع المواقع التخزينية والصوامع والشون، والتي تصل إلى 17 موقع تخزيني لاستقبال الأقماح، وتم تخصيص 3 إلى 4 خلايا لاستقبال الاقماح المستوردة، فضلًا عن زيادة السعة التخزينية لصوامع غرب طهطا من 60 ألف طن إلى 90 ألف طن، وتم تشكيل غرفة عمليات رئيسية داخل مديرية التموين طوال فترة موسم التوريد على تنسيق دائم بغرفة العمليات بوزارة التموين، وهناك توجيهات واضحة بتذليل أية معوقات خاصة باستلام الأقماح من المزارعين، وسرعة سداد المستحقات المالية للموردين في مدة لا تتجاوز 48 ساعة.