عمرو الليثي: الرقابة وحدها لا تكفي لرفع مستوى الدراما المصرية | خاص

أكد الإعلامي عمرو الليثي، أن الدراما المصرية تحتاج إلى رؤية شاملة لكافة جوانب الإنتاج، مؤكدًا في الوقت ذاته أن التكنولوجيا الحديثة لها دور كبير فى الارتقاء بصناعة الدراما.
صناعة الدراما تحتاج لرؤية شاملة
وقال الليثي، إن صناعة الدراما تعتبر في العالم العربي من أبرز وسائل التأثير على المجتمعات، خاصة أنها لا تقتصر فقط على الترفيه، بل هي أيضًا أداة للتوجيه الاجتماعي والثقافي، مشيرًا إلى أن الاجتماعات والرقابة وحدها لا تكفي لتحقيق التطوير الفعلي لهذه الصناعة، بل لابد من رؤية شاملة تشمل كل جوانب الإنتاج الفني، بداية من الفكر الإبداعي، مرورًا بالتقنيات الحديثة، وصولًا إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ " نيوز رووم ": "الاجتماعات التي تجمع صناع الدراما من منتجين ومخرجين وكتّاب لاشك أنها تلعب دورًا فى تبادل الأفكار والتصورات المستقبلية، لكنها في النهاية لا تكفي إذا لم تكن هناك رؤية فنية واضحة ومبدعة، صناعة الدراما تحتاج إلى عناصر جديدة ومبتكرة في كل جوانبها؛ سواء في الموضوعات التي يتم تناولها أو في الأسلوب الفنى المعتمد".
وتابع "الليثي": تعزيز التعاون بين الكتاب والمخرجين والفنانين سيساهم في الوصول إلى أعمال فنية تحمل رسائل قوية، تتسم بالتنوع والعمق، ولن يأتي ذلك إلا من خلال أهل الاختصاص: النقابات المهنية، وغرفة صناعة السينما، وجمعيات الكتاب وكبار النقاد، والمعاهد الفنية".
وواصل: "لا يمكن إنكار أن التكنولوجيا الحديثة لها دور كبير في الارتقاء بصناعة الدراما من خلال استخدام التقنيات المتطورة، مثل المؤثرات البصرية والصوتية، تستطيع الدراما أن تنتقل إلى مستويات غير مسبوقة في مجال الإبداع البصري، إلا أن هذا التطوير التكنولوجي يحتاج إلى استثمارات كبيرة، مما يستدعي وجود استراتيجيات جديدة لتمويل المشاريع الدرامية وتوفير الدعم اللازم لها".
وأوضح الليثي، أن أحد أكبر التحديات التي تواجه صناعة الدراما هو نقص التمويل، ولا يمكن أن تقتصر صناعة الدراما على الأعمال التي تعتمد على ميزانيات محدودة، لذلك يجب أن يكون هناك تعاون بين القطاعين العام والخاص لتمويل المشاريع الكبيرة، وذلك بالإضافة إلى أن الشراكات الاستراتيجية مع منصات البث الرقمية العالمية أصبحت ضرورة حتمية لتحقيق الانتشار العالمي للأعمال الدرامية.
الرقابة وحدها ليست كفيلة بالتطوير
وأشار الليثي، إلى أن الرقابة عنصرًا أساسيًا في توجيه صناعة الدراما، إذ تضمن أن الأعمال الدرامية تتماشى مع القيم المجتمعية والأخلاقية، لكن الرقابة وحدها لا تكفي لضمان جودة الفن، حيث يمكن أن تؤدى الرقابة المفرطة إلى تقييد حرية الإبداع، مما يحد من القدرة على تقديم مواضيع متنوعة وجريئة قد تكون أكثر تأثيرًا، لذلك من الضروري أن تكون الرقابة مدروسة بعناية، لا على أساس القمع أو الخوف، بل على أساس فهم الدور الثقافي والاجتماعي الذي تقوم به الدراما.
واختتم تصريحاته قائلًا: "لا يمكن القول إن الاجتماعات والرقابة وحدها كفيلة بتطوير صناعة الدراما، بل إن هناك حاجة ماسة إلى الإبداع الفنى، الاستثمار في التكنولوجيا، وتوفير بيئة مالية تدعم الإنتاج المتميز، إذا تم جمع هذه العوامل معًا فإننا سنكون أمام صناعة دراما مؤثرة وراقية قادرة على المنافسة عالميًا وتحقيق تأثير اجتماعي عميق".