عاجل

تهديدات بـ"كشف الكذب"

وزير الدفاع الأمريكي يلجأ لاختبارات كشف الكذب لتتبع مصدر تسريبات طالت إدارته

وزير الدفاع الأمريكي
وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث

في تصعيد غير مسبوق داخل وزارة الدفاع الأمريكية، لجأ وزير الدفاع بيت هيجسيث إلى تهديد كبار المسؤولين العسكريين بإخضاعهم لاختبارات كشف الكذب، وذلك بهدف تتبع مصدر التسريبات التي طالت إدارته مؤخرًا.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن هيجسيث صرخ في وجه الأدميرال كريستوفر جرايدي، رئيس هيئة الأركان المشتركة آنذاك، قائلاً: "سأوصلك بجهاز كشف الكذب اللعين!"

تسريبات وخروقات أمنية

تأتي هذه التطورات في أعقاب فضيحتين منفصلتين تتعلقان باستخدام هيجسيث تطبيق "سيجنال" غير المشفّر لتبادل معلومات عسكرية حساسة.

فقد كشف الوزير عن خطط هجوم وشيك على الحوثيين في اليمن ضمن مجموعة دردشة شملت بالخطأ رئيس تحرير مجلة ذا أتلانتيك.

كما نشرت نيويورك تايمز معلومات عن استخدامه مجموعة دردشة أخرى ضمت زوجته، شقيقه، ومحاميه الشخصي، لمناقشة تفاصيل عمليات عسكرية، وهو ما أثار قلقًا واسعًا داخل الدوائر الأمنية.

تجاوزات لسياسات البنتاجون

وفي سلوك مثير للجدل، أفادت واشنطن بوست بأن هيجسيث قام بتركيب خط إنترنت غير آمن يُعرف داخل الأوساط الاستخباراتية باسم "الخط القذر"، داخل مكتبه بالبنتاجون، متجاوزًا سياسات الأمن السيبراني المعتمدة، وذلك من أجل استخدام تطبيق "سيجنال" في ظل ضعف تغطية الهاتف.

زوجته، جينيفر راتشت، وهي منتجة سابقة في قناة "فوكس نيوز"، حضرت اجتماعات حساسة رغم عدم شغلها أي منصب رسمي، وقد تقدمت بطلب للحصول على تصريح أمني لم يُؤكد إن كانت حصلت عليه.

سلسلة استقالات وإقالات

بالتزامن، شهدت الوزارة سلسلة من الإقالات المفاجئة، شملت ثلاثة من كبار مساعدي الوزير: كولين كارول، دارين سيلنيك، ودان كالدوال، الذين أصدروا بيانًا مشتركًا قالوا فيه إنهم لم يُبلَّغوا رسميًا بسبب الإقالة أو بوجود تحقيق حقيقي حول التسريبات.

كالدوال صرّح لاحقًا في مقابلة مع تاكر كارلسون أن الإقالات جاءت بدوافع "انتقام شخصي"، مضيفًا أن مصدر التسريبات الحقيقي هم "الموظفون الدائمون الذين يعارضون توجهات الإدارة الحالية".

كما أعلن كبير موظفي هيجسيث السابق، جو كاسبر، مغادرته الوزارة، بعد مواجهته اتهامات بسلوك غير لائق في بيئة العمل.

تحقيق رسمي وضغوط من البيت الأبيض

وأكدت تقارير أن مكتب المفتش العام في البنتاجون فتح تحقيقًا مع هيجسيث بتهمة إساءة التعامل مع معلومات سرية.

وبحسب وول ستريت جورنال، فإن الوزير يشعر بقلق متزايد من احتمال إقالته، وبدأ الرئيس دونالد ترامب فعليًا في البحث عن بديل لهيجسيث، رغم نفي البيت الأبيض لذلك.

موقف دفاعي وهجوم مضاد

في تصريحات أدلى بها خلال فعالية البيت الأبيض لعيد الفصح، هاجم هيجسيث وسائل الإعلام، قائلاً: "من المثير للدهشة أن تُنشر هذه القصص بعد طرد بعض المسربين. هذا ما تفعله الصحافة، تستند إلى مصادر مجهولة من موظفين ساخطين وتحاول تدمير السمعة."

ورغم عدم توجيه أي اتهامات رسمية حتى الآن، تستمر التسريبات في إحراج الوزير وإدارته، وسط حالة من الترقب حول مصيره السياسي.

تم نسخ الرابط